قوله: «لبيك» من اللب بالمكان إذا أقام به ولزمه؛ ومعناها: أنا مقيم على طاعتك.
قوله: «وسعديك» أي: إسعادًا بعد إسعاد.
قوله: «والشر ليس إليك» اعلم أن مذهب أهل الحق أن جميع الكائنات خيرها وشرها، نفعها وضرها، كلها من الله ﷾، وبإرادته وتقديره هو ﷾ وقد اختلف العلماء في تفسيره، على عدة أقوال:
الأول: أن معناه: والشر لا يُتقرَّب به إليك - هو الأشهر -.
والثاني: لا يصعد إليك، إنما يصعد الكلم الطيب.
والثالث: لا يضاف إليك أدبًا؛ فلا يقال: يا خالق الشر، وإن كان خالقه، كما لا يقال: يا خالق الخنازير، وإن كان خالقها.
والرابع: ليس شرًّا بالنسبة إلى حكمتك؛ فإنك لا تخلق شيئًا عبثًا - وهذا قوي - والله أعلم.
قوله: «أنا بك وإليك» أي: بك أستجير، وإليك ألتجئ، وبك أحيا وأموت، وإليك المرجع والمصير، أو أنا قائم بك؛ لأن جميع الموجودات الممكنة قائمة بك، وراغب إليك ...، ونحو ذلك من التقديرات.
قوله: «تباركت»: استحققت الثناء العظيم المتزايد.
قوله: «وتعاليت» أي: تعظمت عن مُتَوهم الأوهام، ومتصور الأفهام، وعن كل النقائص.