Sharh Hisn al-Muslim
شرح حصن المسلم من أذكار الكتاب والسنة
ناشر
مطبعة سفير
پبلشر کا مقام
الرياض
اصناف
وفي هذا دليل على أن الإنسان لا يعرى من ذنب وتقصير؛ كما قال ﷺ: «استقيموا ولن تحصوا» (١)، وفي الحديث: «كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون» (٢).
قوله: «لا يغفر الذنوب إلا أنت» إقرار بوحدانية الله تعالى، واستجلاب لمغفرته بهذا الإقرار، كما قال تعالى في الحديث القدسي: «عَلِمَ أنَّ له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب» (٣). وفي هذا امتثال لما أثنى الله عليه في قوله: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾. (٤).
فقوله ﷺ: «ولا يغفر الذنوب إلا أنت»؛ كقوله تعالى: ﴿وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ﴾.
قوله: «فاغفر لي مغفرة» إشارة إلى طلب مغفرة متفضل بها من عند الله تعالى، لا يقتضيها سبب من العبد من عمل حسن ولا غيره، فهي رحمة من عنده سبحانه.
قوله: «إنك أنت الغفور الرحيم» من باب المقابلة، والختم للكلام،
(١) رواه أحمد (٥/ ٢٧٧، ٢٨٢)، وابن ماجة برقم (٢٧٧)، وصححه الألباني، انظر «الإرواء» برقم (٤١٢). (م). (٢) رواه أحمد (٣/ ١٩٨)، والترمذي برقم (٢٤٩٩)، وابن ماجه برقم (٤٢٥١)، وحسنه الألباني، انظر صحيح الجامع برقم (٤٥١٥). (م). (٣) رواه البخاري برقم (٧٥٠٧)، ومسلم برقم (٢٧٥٨). (م). (٤) سورة آل عمران، الآية: ١٣٥.
1 / 129