كما يأخذ من أبي علي الفارسي المتوفى سنة ٣٧٧ هـ، وتلميذه ابن جني المنوفي سنة ٣٩٢ هـ، وبين الخليل وأبي علي وتلميذه ابن جني أجيال عدة من العلماء ساهموا مساهمة فاعلة في تطور علم العربية وفروعه، وأضافوا إليه في كل حقبة من الحقب الجليل الخطير، ولا شك أن هذا له قيمته في شرح الشعر الذي يقوم أساسًا على شرح الألفاظ والتراكيب، وهما عنصران لا غنى عن اللغة والنحو فيهما.
-٤ -
مخطوطة الشرح: ناسخها ووصفها
في الجانب الأيمن الأعلى للورقة الأولى من مخطوطة هذا الشرح نجد عبارة تفيد بأن "جميع هذا الكتاب من خط ياقوت بن عبد الله"، كما نجد في الورقة الأخيرة ما يفيد بان هذا الكتاب قد "فرغ من كتبه ياقوت بن عبد الله في الشهر المبارك من سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة"، وهذا يدل على أن ناسخ هذا الشرح يدعى ياقوت ابن عبد الله، فمن هو ياقوت هذا؟
لقد حاولنا أن نبحث عن كل من يحمل هذا الاسم في كتب التراجم فوجدنا أنهم ثلاثة: أحدهم: أبو الدر ياقوت بن عبد الله الموصلي الكاتب الملقب أمين الدين، والثاني أبو الدر ياقوت بن عبد الله الملقب مهذب الدين الشاعر، والثالث أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله الرومي الحموي الملقب شهاب الدين، وهؤلاء الثلاثة منهم اثنان اشتغلا بالكتاب ونسخ الكتب أحدهما أبو الدر ياقوت بن عبد الله الموصلي الذي أفاد ياقوت الحموي وابن خلكان أنه كان متقنًا للكتابة على طريقة ابن البواب، وكان ينسخ الكتب ويبيعها، وكانت كتبه التي ينسخها غالية الثمن لجودة خطه فيها، والآخر أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله الرومي صاحب معجم الأدباء ومعجم البلدان، فقد ذكر كل من القفطي وابن خلكان اشتغاله بالكتابة ونسخ
2 / 63