فجعل مشيئته الرحمة ظرفًا، ومنها أن عليك ذلك كثيرًا كقولك أصابنا المطر ما شاء الله أن يصيبنا، ورأينا من الخير ما شاء الله، ومنها ما قيل أن ما شاء يرجع إلى قيس" وقال معلقًا على هذا الوجه "وهذا تعسف".
وفي بتي النسيب الوارد في القطعة (١١) والذي جاء فيه:
لئن نائبات الدهر يوما أدلن لي على أم عمرو دولة لا أقيلها
نجده يقف عند قوله "لا أقيلها" وينقل قول بعضهم: "أراد أعذبها كما عذبتنى ولا أتجاوز عن ذنبها من قولهم: "أقلت عثرته" ثم عقب على هذا التفسير بقوله: "وهذا غلط لأنه يخرج حينئذ عن حد النسيب، معناه - والله أعلم - لئن أظفرتني صروف الدهر بأم عمرو لا أفارقها من إقالة البيع وهو رد المبيع".
وفي بيتي قطري بن الفجاءة الواردين في الحماسية (٢١) وهما:
حتى خضبت بما تحدر من دمي أكناف سرجي أو عنان لجامي
ثم انصرفت وقد أصبت ولم أصب جذع البصيرة قارح الإقدام
نراه ينقل قول غيره فيقول: وقيل أنه لم يرد بقوله دمي دم نفسه وإنما أراد دم من قتله فأضافه إلى نفسه، لأنه أراقه، ألا ترى أنه يقول: وقد أصبت ولم أصب" ثم عقب عليه بقوله: "وليس كذلك بل أراد دم نفسه، ومعنى أصبت قتلت فليس فيه مضادة".
وفي بيتي الحماسة (١٠٥) وهما:
ألا قالت الخنساء يوم سويقة عهدتك دهرا طاوي الكشح أهضما
فإما تريني اليوم أصبحت بادنا لديك فقد ألفى على البزل مرجما
2 / 52