له: كيف دليلاك؟ فقال: فقال: قطاة، فألقى عليه رداءة وقال: انجه، فمر لطيته فلما انصرفوا للنظر في أمره قال لهم ممسكه أنه أفلت فطردوه فأعياهم، فلما وافي خراش إلى أبيه، وخبره بما جرى على عروة، وبما اتفق من صاحبه في بابه اقتص قصته في هذه الأبيات".
والمصنف بجانب عدم إسهابه في شرح أسماء الشعراء، وإيراد الأخبار التي تتصل بما قالوه من شعر فإنه لا يسهب أيضًا في المسائل النحوية بل لا يكثر من تناول النحو في شرحه، وإذا تناوله فإنما يتناوله من حيث أنه يفيد المعنى الذي يشرحه وضوحًا، والأمثلة على ذلك متعددة، فمن ذلك ما ذكره في الحماسية (١١) في بيت تأبط شرًا خطتا إما إسار ومنة ... وإما دم والقتل بالحر أجدر
قال: "أما أسار ومنة بالرفع والخفض، فمن خفض فإنه أضاف ولم يعبأ بأما فاصلة، ومن رفع أراد خطتان فحذف النون والمراد ثبوتها، والعرب تفعل ذلك".
وفي الحماسية (١٧٥) وقف عند جزئية نحوية في بيت باعث بن صريم الذي يقول فيه:
آليت أثقف فيهم ذا لحية ... أبدًا فتنظر عينه في مالها
فقد قال: "آليت أثقف منهم ذا لحية أي لا أثقف منهم، وجاز حذف لا ها هنا لأن جواب القسم إما أن يكون نفيًا أو إيجابا باللام فإن تعرى منها كان نفيًا، إلا إذا طال الكلام فإنه يجوز حذف اللام".
وفي بيت قتيلة بنت النضر بن الحارث الوارد في المرثية (٧١) والذي جاء فيه:
2 / 45