204

شرح حماسة أبي تمام للفارسي

شرح حماسة أبي تمام للفارسي

ایڈیٹر

د. محمد عثمان علي

ناشر

دار الأوزاعي

ایڈیشن نمبر

الأولى.

پبلشر کا مقام

بيروت

اصناف

أتاني فلم أسرر به حين جاءني حديث بأعلى القنتين عجيب
تصاممته لما أتاني يقينه وأفزع منه مخطئ ومصيب
القنتان: جبل مشرف بعض الإشراف، والجمع قنان، ويروي "غداة القنتين "، فأفزع منه مخطئ ومصيب، فالمخطئ الأول الذي كذبه، والمصيب الثاني الذي صدقه. المعنى أتاني حديث عجيب بأعلى القنتين فلم أسرر به وتكلفت أن لا أتيقنه وأبطله حتى أتتني صحته. يستعظم الخبر الوارد عليه بحلول الحوادث في أهله، ويروي "مني مخطئ ".
وحدثت قومي أحدث الدهر فيهم وعهدهم بالحادثات قريب
ويروي "بالنائبات "المعنى: بين في هذا البيت معنى الحديث الذي أتاه بأعلى القنتين فتصامم عنه، وهو إحداث الدهر في أهله حوادث.
فإن يك حقًا ما أتاني فإنهم كرام إذا ما النائبات تنوب
فقيرهم مبدي الغني وغنيهم له ورق للسائلين رطيب
ذلولهم صعب القياد وصعبهم ذلول بحق الراغبين ركوب
أي يتجمل فقيرهم ولا يتضعضع للدهر، ولا يظهر الاستكانة، وقوله: وغنيهم له ورق رطيب للسائلين هذا مثل ضربه، وذلك أن الشجر إذا كان رطب الورق عاشت به إبلهم، وكثر به انتفاعهم، ثم وصفهم بالعزة على من يقصدهم بالضيم، والانقياد لمن يرغب في إحسانهم فقال: ذلولهم صعب القياد أي يصعب ذلولهم على من رام ضيمهم، وصعبهم ذلول ركوب بحق الراغبين أي ينقاد الصعب منهم عند أداء الحق ويصير كالجمل المركوب، والركوب بمعنى مركوب ها هنا. المعنى يصف قومه بالكرم والتجمل عند الفقر، والبذل في حالة الغنى، والعزة عند الضيم والانقياد لا داء الحق.
ومن يغمروا منهم بفضل فإنه إذا ما انتمى في آخرين نجيب
غمرته بكذا أي غلبته. المعنى: يريد أن من ولدوه لا يدرك شاوه شرفًا ومجدًا، ومن فضلوه وغمروه فيهم بفضلهم إذا انتسب إليهم في غير قبيلتهم كان

2 / 213