150

شرح حدیث مقتفی

شرح الحديث المقتفى في مبعث النبي المصطفى

تحقیق کنندہ

جمال عزون

ناشر

مكتبة العمرين العلمية

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٢٠هـ /١٩٩٩ م

پبلشر کا مقام

الشارقة/ الإمارات

﴿فَأَنْذر﴾: أَي فحذر النَّاس من عَذَاب الله، فَترك الْمَفْعُول لِأَن الْمَعْنى: افْعَل الْإِنْذَار من غير تَخْصِيص لَهُ بِأحد. ﴿وَرَبك فَكبر﴾: أَي صفة بالكبرياء. ﴿وثيابك فطهر﴾: من النَّجَاسَة، أَو هُوَ أَمر بتقصيرها وَمُخَالفَة الْعَرَب فِي تطويلهم الثِّيَاب وجرهم الذيول وَذَلِكَ مِمَّا لَا يُؤمن مَعَه إِصَابَة النَّجَاسَة. وَقيل: هُوَ أَمر بتطهير النَّفس مِمَّا يستقذر من الْأَفْعَال ويستهجن من الْعَادَات، يُقَال: فلَان طَاهِر الثِّيَاب وطاهر الجيب والذيل والأردان إِذا وصفوه بالنقاء من المعايب ومدانس الْأَخْلَاق. وَفُلَان دنس الثِّيَاب المغادر وَذَلِكَ لِأَن الثَّوْب يلابس الْإِنْسَان ويشتمل عَلَيْهِ، فكني بِهِ عَنهُ، أَلا ترى إِلَى قَوْلهم: أعجبني زيد ثَوْبه، كَمَا تَقول: أعجبني زيد عقله وخلقه، وَيَقُولُونَ: الْمجد فِي ثَوْبه وَالْكَرم تَحت حلته. قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: " وَلِأَن الْغَالِب أَن من طهر باطنة ونقاه عني بتطهير الظَّاهِر وتنقيته، وأبى إِلَّا اجْتِنَاب الْخبث وإيثار الطُّهْر ". ﴿الرجز﴾: قرئَ بِكَسْر الرَّاء وَضمّهَا وهما لُغَتَانِ وَهُوَ الْعَذَاب، وَمَعْنَاهُ: اهجر مَا يُؤَدِّي إِلَيْهِ من عبَادَة الْأَوْثَان وَغَيرهَا من المآثم، وَالْمعْنَى الثَّبَات على هجره لِأَنَّهُ كَانَ بَرِيئًا مِنْهُ.

1 / 192