شرح فصول ابقراط
شرح فصول أبقراط
اصناف
التفسير: يريد الآن أن ينبهنا على الأشياء التي يتوصل بها إلى العلم بمراتب الأمراض الحادة وأن يعلم أن المرض PageVW0P009B في نفسه حاد أو مزمن. فإن الوقوف على ذلك ضروري في تقدير أغذية المرضى. وعنى بنوائب المرض أن ينوب كل يوم أو غبا أو ربعا أو غيرها. فإن الأمراض التي تنوب غبا على الأكثر حادة، والتي تنوب ربعا على الأكثر مزمنة. والنائبة كل يوم متوسطة بينهما. وعنى بمرتبه المرض حاله في الحدة والزمانة. وحال الأمراض الحادة * بحسب (167) مراتبها. ويوجد في بعض النسخ "ونظامه"، وعنى بالنظام تأليف المرض من أوقاته كما ذكر في إبيديميا أن لكل واحد من الحميات نظاما. فإن الحمى قد تأخذ بقوة وتبلغ غايتها من الشدة، ثم تخف عند البحران. وربما تبتدئ وهي هادئة، ثم تستصعب كل يوم إلى أن تنتهي غايتها عند البحران. والذي يستدل به على نوائب الأمراض ورتبتهما من الحدة والزمانة أشياء. منها * نوع (168) * نوائب الأمراض ومراتبها من الحدة والزمانة (169) . فإن الغب من الحميات الدائرة حادة والربع مزمنة PageVW0P010A والنائبة متوسطة بينهما والمحرقة الدائمة حادة * واللثقة (170) مزمنة والشطر متوسطة بينهما. * وهكذا (171) حال السرسام والذبحة والشوصة وذات لجنب. فإنها أمراض حادة، وأدوارها تشتد على الأكثر غبا. وبالضد حال الإستسقاء والسل، فإنهما تطول وتنوب * في (172) الأكثر * كل (173) يوم. ومنها أوقات PageVW5P008B السنة، فإن الربع الصيفية أقصر، الشتوية أطول، والخريفية متوسطة بينهما. وبمثله الغب، فإنها في الصيف تكون أقصر منها في الشتاء. ومنها سن المريض ومزاجه وخلقة بدنه وحال قوته ومهنته * والوقت (174) من السنة وحال الهواء في الوقت الحاضر وكمية المادة التي هي سبب المرض وقوامها. فإن الحمى تعينها إذا عرضت * للشباب (175) والحار المزاج ولقضيف والسخيف والمتوفر القوة والمكدورو في الصيف. وإذا كانت المادة يسيرة أو رقيقة، كانت أقصر منها إذا عرضت للشيخ والبارد المزاج PageVW0P010B والمترف * والملزز (176) البدن والضعيف القوة في الشتاء والهواء البارد. وإذا كانت المادة كثيرة أو غليظة * أو لزجة (177) وتنوب الأولى عبا في الأكثر والثانية تنوب كل يوم. ومنها حال الأدوار في الامتداد والاشتداد والتقدم * والسرعة (178) . فإن التزيد في ثلاثتها أو في البعض منها يدل على سرعة حركة المرض إلى المنتهى وعلى القصر. والبلادة فيها تدل على بطؤ حركة المرض إلى المنتهى وعلى الطول. * ومنها (179) الأشياء التي تظهر من بعد، وهي ثلاثة. أحدها أعلام النضج. فمتى ظهرت بسرعة، دلت على استيلاء الطبيعة على المرض وسرعة المنتهى. ومتى تأخرت، فبحسب ذلك يتأخر المنتهى. وهذه الأعلام ليست تبتدئ مع المرض كما تبتدئ الأعلام المقومة للمرض. لكنها قد تقترن بأواخر المبدأ الذي هو جزء من جملته. * والثانية (180) أعلام عدم النضج. وهذه قد تقترن بأول المرض، وقد تظهر من بعد. وتدل بذاتها على طول المرض فقط وتدل باقتران العلامات PageVW0P011A الرديئة بها على الشر ولا تدل على الخير أصلا حسب ما تدل عليه علامات النضج. * والثالثة (181) أعلام البحران. فمتى ظهرت بعد النضج، دلت الخير، لأنها تدل على استيلاء الطبيعة على المرض وحلها عقدته. ومتى ظهرت قبل النضج، أنذرت بالشر لأنها تدل على أن بالمرض * من (182) القوة والرداءة ما يزعج القوة لدفعه قبل أن تعده بالنضج للدفع. وذلك أن الإعداد والتهيئة للدفع يكون قبل الدفع. وعند ذلك، لا يؤمن أن تسقط القوة، لأن المقاوم إذا لم يقهر ضده، لم يؤمن أن يقهره الضد. وجالنوس يذكر أن القوة إذا نهضت للدفع ولم تقو عليه، ربما عرض لها أن تسقط كالذي لا يقدر أن يطرح ثقلا عن نفسه * إلا بأن يسقط معه. وكالذي يعدو عدوا لا يتمالك نفسه حتى (183) يقع في مهواة. ومتى ظهرت علامات * البحران (184) ولم يكن بحران، دل PageVW5P009A على أن الطبيعة نهضت لدفع ما يؤذيها * ولم (185) تقو على ذلك. وبالجري أن يموت المريض إن كانت القوة ضعيفة. وإلا، فيعسر البحران لا محالة جدا.
14
[aphorism]
قال أبقراط: المشايخ أحمل الناس للصوم ومن PageVW0P011B بعدهم الكهول والفتيان أقل احتمالا له. وأقل الناس احتمالا للصوم الصبيان. ومن كان من الصبيان أقوى شهوة، * فهو (186) * أقل (187) احتمالا له.
[commentary]
التفسير: قد انتقل في هذا الفصل إلى الكلام في أغذية الأصحاء. وقوله أحمل الناس للصوم يعني اكثرهم أن لا يجوعوا وأن لا يضرهم الجوع إذا لم يأكلوا. و قوله * والصبيان (188) أقل احتمالا له يعني أحوجهم إلى الغذأ، وأن يضرهم إذا تراكوه. والحاجة إلى الغذأ أولا إنما * هي (189) بحسب * التحلل (190) من البدن، ثم بحسب الحاجة إلى الزيادة لأجل النماء ثانيا. أما بحسب التحلل، فلأن الجسم لا يمكن أن يبقى أوقاتا * إلا لأنه ليس (191) ينقض منه شيء كالحجر مثلا، أو لأنه يعود إليه بدل * مما (192) ينقص منه، كالرياحين والبقول. وأما بحسب النماء، فلأن الجسم الذي ينمو يحتاج أن ينضاف إليه من الزيادة أكثر مما يحتاج إليه * الجسم (193) الذي لا ينمو. وإذا كان مساس الحاجة إلى الغذاء إنما هو * لهذين (194) ثم يوجد المعينان كلاهما أبلغ في الصبيان منهما في المشايخ. أما التحلل، فلأنهم، لقرب PageVW0P012A * العهد (195) بالكون، أحر وأرطب * من (196) سائر * الانسان (197) مزاجا وهما يقتضيان كثرة التحلل، كما أن المشايخ، لسلوكهم طريق الفناء، قد غلب * على أبدانهم البرد واليبس (198) ، وهما يقتضيان قلة التحلل لأن الهيولي للتحلل هو الجوهر الرطب، والفاعل له الحرارة على ما يدلنا عليه تعريضنا الماء والحجر * للشمس (199) . * فلذلك (200) فإن الصبيان يحتاجون من الغذاء أكثر مما * يحتاج (201) إليه الشيوخ. وأما النماء، فلأن الصبيان بعد في السلوك إلى الكمال اللائق * الكائن (202) بالإنسان. فهم يحتاجون لذلك إلى الزيادة في الغذاء. * وأما المشايخ، فلأنهم آخذون في النقصان. فليسوا يحتاجون إلى الزيادة في الغذاء (203) أصلا، بل حاجتهم من ذلك إلى أقل مما يتحلل من أبانهم. فبالحري أن يكون المشايخ أحمل الناس للصوم والصبيان أقل الناس احتمالا له. ومن كان من الصبيان أقوى حارا غريزيا، فهو أقوى نهما وهضما وأكثر نماء. فهو لذلك أقوى شهوة للطعام وأكثرهم حاجة إليه وأقلهم احتمالا * لتركه (204) . ولأن الشبان * بلون (205) * الصبيان (206) في حرارة ورطوبة المزاج وفي النماء، والكهول * والمشايخ (207) PageVW0P012B في البرد واليبس والنقصان. فبالحري أن يكون * الشبان (208) * أقل (209) احتمالا للصوم. * ومن (210) بعدهم الفتيان. والكهول PageVW5P009B * أكثر (211) احتمالا له بعد المشايخ. * وأقلهم المشايخ (212) الذين لم يبلغوا الغاية القصوى من الشيخوخة. فإن من بلغها منهم لا يحتمل الإمساك عن الغذاء اصلا. لكونهم يحتاجون إلى اليسير منه متتابعا، كالسراج الذي قارب الانطفاء. فإن لم يمد باليسير من الدهن متتابعا، انطفأ.
15
[aphorism]
قال أبقراط: ما كان من الأبدان في النشوء، فالحار الغزيري فيهم على غاية ما يكون من الكثرة. ويحتاج من الوقود إلى أكثر * ما (213) يحتاج إليه * غيرهم (214) سائر الأبدان. فإن لم يتناول ما يحتاج إليه من الغذاء ذبل بدنه ونقص. * وأما (215) الشيوخ، فالحار * الغريزي (216) فيهم قليل. ومن قبل ذلك ليس يحتاجون من الوقود إلا إلى اليسير، لأن حرارتهم تطفأ من الكثير. ومن قبل هذا أيضا ليست تكون الحمى في المشايخ حادة كما تكون في يكون الذين في النشوء PageVW0P013A . وذلك لأن أبدانهم باردة.
[commentary]
نامعلوم صفحہ