شرح فصول ابقراط
شرح فصول أبقراط
اصناف
[commentary]
التفسير: عنى بالجوع ما يحدث عن عدم الغذاء، وبالتعب الحركة التي تتجاوز حد الرياضة وتحلل * من البدن (84) كثيرا. فإذا لم يجد عوضا مما نقص منه، قل البخار الرطب الذي هو الروح ويقل بقلته الحار الغزيري وتضعف القوى. * ولذلك (85) يمنع PageVW0P032A من التعب وليس يمنع من به جوع لعدم الغذاء عن الحركة فقط، بل ومن كل ما يستفرغ عن البدن لئلا تخوز القوى.
17
[aphorism]
قال أبقراط: متى ورد على البدن غذاء خارج من الطبيعة كثير، فإن ذلك يحدث مرضا ويدل على ذلك برؤه.
[commentary]
التفسير: قوله "كثير" يمكن أن يقرأ بالرفع، فيكون صفة للغذاء تتناول المقدار، وتقديره: متى ورد على البدن غذاء خارج عن الطبيعة في الكثرة. والكثرة لأنها تقال في الاضافة صارت إضافتها إما إلى الأوعية وإما إلى القوة. ويسمى أحدهما الامتلاء بحسب الأوعية، والآخر الامتلاء بحسب القوة. وقول أبقراط يحتمل المعنيين جميعا إلا أنه بالمعنى * الثاني (86) أولى. وذلك أنه قد يعرض للمعدة أن تمتلئ من الطعام الكثير حتى تتمدد والقوة تستمر به بأحسن الوجوه لتوفرها. وقد لا يملأ تجويفها والقوة تعجز عن هضمه لضعفها، سيما إذا كان في الأول طعام خفيف سهل الانهضام، وفي الثاني طعام عسر الانهضام. وعلى هذا القياس حال الكبد في توليد الدم PageVW0P032B وحال الأعضاء في قبول الغذاء. وظاهر أن الغذاء إذا كان أكثر مما تحتمله القوة، فإنه * قد (87) يحدث في البدن زيادة لا يحتاج إليها، ويجوز أن لا تكون تلك الزيادة فاسدة. لكنها يمكن أن تبقى على جودتها لقصور القوة عن القيام عليها إلا أن هذه الحال لا تسمى حال فساد ما دام الأخلاط بحيث إذا نقص الفاضل منها، صار الباقي إلى حال جودة. وإنما تسمى حال فساد إذا كان فساد الأخلاط لا سبيل إلى عودها إلى الحال * الطبيعية (88) كالخمر إذا صارت خلا. والأول كالخمر إذا حمضت يسيرا، فإنها قد تعود إلى الخمرية * الصرفة (89) بأن تزاد عليها أمثالها. ولهذا أجمع الأطباء في الامتلاء بحسب القوة أن الأولى أن يستعمل الاستفراغ دون التنقية * ودون الفصد (90) إما * بالفصد أو (91) بالشرط أو بالرياضة أو بالحمام أو بالدلك أو بالتجويع، وهذا استفراغ بطريق العرض * إلا أنه إن استعمل الفصد، أخرج من الدم شيء قليل في مرات كثيرة (92) . ويمكن أن * يقرأ (93) "كثيرا" بالنصب * يتناول (94) الكيفية، وتقديره: متى ورد على البدن غذاء خارج عن الطبيعة خروجا كثيرا. وذلك أن الأعضاء PageVW0P033A إنما تغتذى بالغذاء الملائم لها. فمتى لم يكن PageVW5P017A الغذاء ملائما، فظاهر أنه يحدث مرضا إلا أنه قد لا يفعل ذلك متى كان يسيرا. فإن بعض الأدوية التي تفسد البدن كاليبروج والشوكران قد لا يحدث مضرة إلا إذا كان له مقدار من الكمية فضلا عن أن يحدث فسادا. فما ظنك بالطاعم الذي هو، وإن كان رديئا لبعض الأعضاء، فقد يمكن أن يغذو بعضها. ولولا ذلك وإلا، لم يسم غذاء. وهذه حالة توجب التنقية * بالدواء (95) دون الاستفراغ الكلي. وفهم بعض المفسرين من "الكثرة" المرار الكثيرة. ويكون تقدير قوله: متى ورد على البدن غذاء خارج عن الطبيعة في الكمية أو الكيفية مرارا كثيرة. وقوله "يدل على ذلك برؤه" أي ويدل على أن المرض إنما كان من الغذاء الذي ورد على البدن * خارج (96) عن الطبيعة في الكثرة أو الرداة أن برأه يكون باستفراغ الكثرة * والخلط (97) الرديء. ويمكن أن يكون عنى بأن من تأذى بطعام ثم انتفع بالبرودة، دل على أن تأذيته كان من الحرارة. * وإن (98) انتفع بالحرارة، دل على أن تأذيته PageVW0P033B كان من البرودة. فلذلك قال والبرؤ يدل عليه * ولم يقل وخروجه يدل عليه (99) .
18
[aphorism]
قال أبقراط: ما كان من الأشياء يغذو يغذو كثيرا دفعة، فخروجه أيضا يكون * سريعا (100) .
نامعلوم صفحہ