شرح فصول ابقراط للکیلانی
شرح فصول أبقراط للكيلاني
اصناف
143
[aphorism]
* قال أبقراط رحمه الله (1109) : ذهاب الشهوة في المرض المزمن والبراز الصرف دليل رديء.
[commentary]
واعلم أن * شهوة (1110) الغذاء هو إحساس بالحاجة إليه، وإنها تتم بقوة جاذبة طبيعية وبقوة حساسة في فم المعدة. أما الجاذبة فبتحريكها الليف المطاول PageVW1P078B متقاضية لما تجذبه وامتصاصها ما يحضر من الرطوبات. وأما الحساسة فبإحساسها بهذا الانفعال وبلذع السوداء المنبهة للشهوة. فعدم الشهوة بعد تطاول المرض يدل على بطلان القوة الحساسة التي في فم المعدة أو الآفة التي عرضت للقوة الجاذبة الطبيعية، وقد يدل انعدامها على انعدامهما جميعا . وأما البراز الصرف، يعني بروز المرار * الأصفر أو الأسود (1111) أو الكراثي أو الزنجاري الذي لم يختلط بها شيء آخر بعد تطاول المرض يدل على انخزال القوة الماسكة. فإن خروج السوداء الصرف في الجملة رديء جدا برازا أو قيئا، فإن الخلط السواوي PageVW0P114A الصرف دليل على الهلاك وعلامة احتراق الأخلاط وفناء رطوبات البدن وانعدامها لأنه لو كانت في البدن رطوبة ما لخرج معها مبذرقا لها ولأن الطبيعة لما لم تقدر على إمساك هذه الأخلاط الغليظة التي أكثر أجزائها أرضية فكيف تحفظ الرطوبات مع ضعفها. وخروج البراز الأخضر الصرف يدل على قصور الحرارة الغريزية، فيكون ذهاب الشهوة والبراز الصرف بعد تطاول * مقاساة (1112) المرض * دليلا (1113) على سقوط القوة وخؤرها وانهزامها عند البحران واستيلاء المرض عليها وعجزها عن المقاومة.
144
[aphorism]
* قال أبقراط الحكيم (1114) : الدم الذي يتقيأ من غير حمى سليم سهل وينبغي أن يعالج صاحبه بالأشياء القابضة والدم الذي يتقيأ مع حمى رديء.
[commentary]
الدم الذي يخرج ثفلا يكون من آخر الفم والذي PageVW1P079A * يخرج تنخعا يكون من ناحية الحلق والذي (1115) يخرج تنحنحا * يكون (1116) من قصبة الرئة. وقد يخرج قيئا فيكون من المريء أو فم المعدة أو من المعدة والكبد، وقد يخرج سعالا فيكون من نواحي الصدر والرئة. وعلامة كونه من الصدر دون الرئة أن لا يكون معه زبد ويكون يسيرا لدقة عروق الصدر وليس معه من الخطر ما في الذي من الرئة. واعلم أن الحرارة المحيية هل آلة للقوى PageVW0P114B الطبيعة وأصل في وجود الحياة حارة رطبة والرطوبة الغريزية * مركب (1117) ومادة لها. فلا جرم يكون الدم الذي هو مادة هاتين حارا رطبا ويكون أشرف الأخلاط وحبسه وصيانته في البدن يكون طبيعيا وخروجه من أي جهة كان غير طبيعي. يعني أبقراط الحكيم الدم الذي يتقيأ من غير حمى دليل على انفتاح * عرق (1118) من عروق الأعضاء، فيكون سليما سهلا بخلاف الدم الذي يتقيأ مع حمى، فإنه يكون إما من انشقاق أو ورم، فينبغي أن يعالج صاحبه بالأشياء القابضة مثل تناول أقراص نفث الدم وقرص الكهربا مع رب السفرجل والتفاح. وإن كان مع ورم فلا بد من احتياجه أن ينضج، فيكون عسر البرء ذا أخطر. وقد يكون قيء الدم من انصباب الدم الرعافي إلى المعدة من جانب الحنك، فلا يكون معه خوف ويكون سليما سهلا.
نامعلوم صفحہ