شرح فصول ابقراط للکیلانی
شرح فصول أبقراط للكيلاني
اصناف
[commentary]
يعني من أصابته ضربة في رأسه وقطعت الغشاء الصلب المحيط بالغشاء الرقيق والدماغ لأنه لو أصابت نفس الدماغ هلك صاحبه في ساعتها. وإنما تحدث له الحمى لشدة الوجع * وصعوبة (796) الألم، وإذا سخن الشرايين الذي PageVW0P090A في الرأس بسبب تسخينها الوجع تتأدى تلك السخونة إلى الروح وجرم القلب وتشتعل فيه وتنبث منه بتوسط الروح والدم والشرايين في جميع البدن واشتعلت فيه وظهرت الحمى * وحرارة (797) الحمى تهيج الصفراء في البدن وتضعف المعدة وتنصب إليها المرار فيحدث القيء أو * لمشاركة (798) فم المعدة الدماغ بروح العصب الجائي إليها * يتألم وينفعل من وجع القطع ويتسخن بمشاركة الدماغ وتطفو المرار فيه (799) للطافتها وخفتها فيحدث القيء المراري والغثيان وتقلب النفس.
103
[aphorism]
* قال أبقراط رحمه الله (800) : صحة الذهن في * كل (801) مرض علامة جيدة، وكذلك الهشاشة للطعام، وضد ذلك علامة رديئة.
[commentary]
* تعتبر قوة المريض وتوفرها وضعفها عند مقاساة المرض وتستدل بقوة القوى النفسانية بصحة الذهن وجودة التنفس والحيوانية تستدل بقوة النبض واستوائه والقوى الطبيعية بالهشاشة للطعام. فاستقامة هذه كلها علامة جيدة في كل مرض وضد ذلك علامة رديئة. (802) فإن انضاف إليها حسن قوة النبض وحسن استقلال المريض بما يعانيه من المرض كانت PageVW0P090B العلامات للسلامة كلها متوفرة لسلامة الأعضاء الرئيسية التي هي مصدر ومنشأ * لأفعال (803) هذه القوى، وإنما ترك PageVW1P061A ذكر النبض الدال على القوة الحيوانية لأن مذهب عظيم الفلاسفة وهو أرسطوطاليس أن الأرواح كلها إنما تتولد في القلب وتشترك كلها في أمر واحد وهو القوة الحيوانية، ثم إنها بواسطة تلك القوة تستعد لقبول النفس من واهب الصور، وتلك النفس علة لحصول سائر القوى في تلك الأرواح إلا أن أفعال تلك القوى لا تصدر عنها ما دامت في القلب بل حصول الروح في الدماغ شرط لا * لحدوث (804) القوة النفسانية فيه، فإنها كانت موجودة قبل ذلك في القلب * بل شرط لظهور أفعال النفسانية عن تلك القوى وكذلك القول في الروح الطبيعي، فإنها حين كانت موجودة في القلب (805) كانت حاملة للقوة الطبيعية ولكن انتقاله إلى الكبد شرط لظهور أفعال تلك القوى عنها، * فحينئذ (806) مهما كانت صحة الذهن والهشاشة للطعام الدالين على القوة النفسانية والطبيعية حاصلة كان توفر القوة الحيوانية التي هي مبدأ لهما حاصلة وحكمنا على سلامة أحوال القلب الذي هو معدنهما، * فلا يحتاج لذكره (807) . والآخر أن الروح الطبيعي الذي PageVW0P091A يرد القلب ويستحيل روحا حيوانيا ويكسب فيه لطافة ومزاجا يليق بأن يكون حاملا للقوة النفسانية، ثم يعبر عن القلب * ويتصاعد (808) إلى الدماغ وتظهر أفعالها. فمتى كانت أفعالها سليمة دلت على سلامة أحوال الدماغ وصحة القلب. فلم يذكره ولو اعتبر وذكر حال النبض كان أوكد في الدلالة على قوة * القوى (809) الثلاثة وسلامة الأعضاء الرئيسية واقتدار المريض على مقاساة المرض ومعاناته فلا جرم تكون هذه علامة جيدة في أكثر الأمر وفي كل الأمراض.
104
[aphorism]
* قال أبقراط الحكيم (810) : من كان من اختلاط * الذهن (811) مع ضحك فهو أسلم ومن كان منه مع PageVW1P061B هم وحزن فهو أشد خطرا.
نامعلوم صفحہ