شرح فصول ابقراط

ابن النفیس d. 687 AH
76

شرح فصول ابقراط

شرح فصول أبقراط

الشرح: لما أوجب في الفصل المتقدم متابعة الشهوة وبين أن ذلك أفضل، وإن كان من طعام أو شراب أخس، بين هاهنا أن ذلك ليس كيف اتفق، بل بقدر متوسط. فإن الإفراط في متابعة الشهوات في الأطعمة والأشربة مما يوجب كثرة الأمراض، ولهذا كان الشباب مع قوة قواهم وصحة أمزجتهم يمرضون أكثر مما يمرض الكهول لاغترارهم بقوة هضمهم وإقدامهم على الأغذية الرديئة كالفواكه وغيرها. قوله: إلا أن ما يعرض لهم B من الأمراض المزمنة في أكثر الأمر يموتون وهي بهم. سبب ذلك من وجهين: أحدهما: أن حرارتهم الغريزية ضعيفة فلا تقوى على تحليل مادة الأمراض المزمنة لأنها تكون غليظة باردة. وثانيهما: أن من لا يستعد للشيء لا يعرض له إلا لسبب قوي، والكهول أمراضهم فيهم، غير مستعدين للأمراض، فلا يحصل لهم إلا لسبب قوي، وذلك يوجب تمكنه. ونقول: هاهنا سبب آخر لقلة أمراض الكهول، وهو أن أكثر ما يعرض من الأمراض الحارة ضرورة أن أكثر الأمراض الواقعة إما حميات أو يصحبها حميات، وأبدان الكهول أقل حرارة من الشباب فهم أقل (94) استعدادا للأمراض الواقعة، فوجب أن تكون فيهم قليلة وفي الشباب كثيرة.

[aphorism]

قال أبقراط: إن ما يعرض من البحوحة والنزلات للشيخ الفاني، ليس يكاد ينضج.

[commentary]

صفحہ 108