الشرح: أن ذكرأحكام السنة التي كل وقت منها على ما هو عليه في الطبع، شرع الآن يذكر أحكام كل فصل منها. وفي الخريف تكون الأمراض أحد ما يكون وأقتل. وأقول: وأكثر أيضا، وذلك لاختلاف الهواء فيه بين برد الغدوات والليل وحر النهار، ولكثرة الفاكهة فيه، ولوروده بعد الصيف المحلل للبدن، المضعف للقوى، المحرق للأخلاط، المحركها إلى ظاهر البدن. فإذا ورد الخريف حركها إلى القعر غدواته ولياليه، وحركتها إلى الظاهر ظهائره؛ وذلك موجب لاحتدادها لامحالة، فتكون الأمراض، مع كونها كثيرة بالقياس إلى باقي الفصول، حادة لذاعة وقتالة لحدة المادة وعسر تحللها لأن الطبيعة كلما حركتها للتحلل عارضها برد الغدوات والليل، مع مصادقة ضعف القوى. وقوله: في أكثر الأمر. لأنه قد يقع في الخريف B مطر كثير أو يكثر الماء، كما يكون بأرض مصر، أو يجيء البرد دفعة فلا يكون كذلك. وأما الربيع فأصح الأوقات وأقلها موتا لاعتدال هوائه ووروده بعد اجتماع الحرارة الغريزية في الشتاء وقوتها وقوة القوى كلها. إلا أن البرد كان في الشتاء يقهرها،فيزول ذلك في الربيع مع أن حرارته اللطيفة مناسبة لمزاج الروح، ملائمة لجميع القوى.
[aphorism]
قال أبقراط: الخريف لأصحاب السل رديء.
[commentary]
صفحہ 135