شرح فصول أبقراط
شرح فصول أبقراط
اصناف
[commentary]
الشرح (408): هذه علامات (409) أخرى للحبل (410)، وإذا انقطع الطمث عن العادة فقد يكون ذلك للحبل (411)، وقد يكون (412) لقلة الدم، وقد يكون لآفة منعت خروجه وحينئذ (413) لابد وأن يحدث القشعريرة والحمى؛ وإذا (414) لم يحدث ذلك، فإن حدث بها كرب وغثي وخبث نفس فهو للحبل (415)، PageVW0P150A وإلا لقلة الدم. وإنما كان الحبل (416) يوجب ذلك لأن الدم PageVW2P134B في أول الأمر يكون فاضلا عما يحتاج إليه الجنين، فيفضل منه فضلات تنفر (417) المعدة عن الغذاء، لأن البدن حينئذ تكون حاجته إلى دفع مادة الدم أكثر من حاجته إلى جذبها، ولتضرر (418) المعدة بذلك يحدث الغثي والكرب، وربما كان ذلك لحرارة (419) الدم المحتبس.
[aphorism]
قال أبقراط (420): متى كان رحم المرأة باردا متكاثفا لم تحبل، ومتى كان (421) رطبا جدا لم تحبل، لأن رطوبته (422) تغمر المني وتجمده وتطفيه. ومتى كان (423) أجف مما ينبغي أو كان حارا محرقا (424) لم تحبل (425)، لأن المني يعدم الغذاء فيفسد. ومتى كان مزاج الرحم معتدلا بين الحالتين (426) كانت المرأة كثيرة الولد (427).
[commentary]
الشرح (428): قوله: "متى كان رحم المرأة باردا متكاثفا" لقوله: "متكاثفا" فائدتان، أحديهما: أن البرد إنما يكون مكثفا إذا كان شديدا، وحينئذ يقوى على منع الحبل (429)، أما القليل فقد PageVW0P150B يقلل الحبل (430) [TH2 135a] ولا يمنعه. وثانيهما: أن البرد إذا كان مكثفا ضيق أفواه النقر، فلا يسهل سيلان دم الطمث منها في زمن يسير، وخاصة والبرد يغلظ الدم، وإذا كان كذلك كان الدم دائم (431) السيلان، وذلك مع البرد مانع من الحبل. قوله: "ومتى كان رطبا جدا لم تحبل (432)" يريد بالرطب ههنا ما يكون عن مادة، ولذلك (433) قال" لأن رطوبته تغمر المني وتطفيه وتجمده (434)"، والرطوبة الساذجة لا تقعل ذلك، ولذلك (435) لا تكون سببا لمنع الحبل (436)، بل لعلها تكون سببا PageVW1P075B لقلته وللإسقاط بسبب رخاوة جرم الرحم. وإنما قال رطبا جدا، لأن الرطوبة القليلة لا تقوى على المنع، لأن الرطوبة بذاتها لا تمنع الحبل (437) وإنما (438) تمنعه بإفراطها، لأنها بذاتها معدة لتغذية الجنين، لكن إذا أفرطت منعت بغمر المني، وإذا غمرته (439) أفسدت قوته. قوله: "ومتى PageVW2P135B كان أجف مما ينبغي" إنما لم يشترط في الجفاف أن يكون مفرطا، لأنه وإن قل، كان (440) مناف للتكون والتغذية، إذ الغذاء بالرطوبة. PageVW0P151A قوله: "أو كان حارا محرقا" إنما يكون الحار محرقا إذا كان شديد الإفراط جدا، وإنما شرط ذلك لأن الحار بذاته ينفع في الحبل (441) بجذب المني وإنضاجه وعقده وجذب (442) الغذاء وغير ذلك؛ ولذلك (443) فإن أكثر أدوية الحبل (444) مسخنة، فلذلك (445) إنما يكون مانعا من الحبل (446) إذا كان شديد الإفراط، وهو المحرق. قوله: "ومتى كان مزاج الرحم معتدلا بين الحالتين (447) كانت المرأة كثيرة الولد (448)" سبب ذلك أن الرحم المعتدل هو الذي مزاجه على الحال التي (449) ينبغي أن تكون له، وإذا كان كذلك كان على الحال الموافقة للحبل (450)، لأن الرحم مخلوق كذلك (451). ويريد بالحالتين (452) هاهنا (453): إحداهما: المضادة (454) الحاصلة بين الحار والبارد. وثانيهما: PageVW2P136A المضادة (455) الحاصلة بين الرطب واليابس. وإنما قال: "كثيرة الولد" وكان ينبغي أن تكون "كثيرة الحبل (456)" ليشير بذلك إلى أن هذه تكون مع كثرة حبلها (457) بحيث يسلم جنينها أن يولد في الوقت الطبيعي.
[aphorism]
قال أبقراط (458): PageVW0P151B اللبن لأصحاب الصداع رديء، وهو أيضا للمحمومين رديء، ولمن كانت المواضع التي دون الشراسيف منه مشرفة وفيها قرقرة، ولمن به عطش، ولمن الغالب على برازه المرار، ولمن هو في حمى حادة، ومن اختلف دما كثيرا. وينفع أصحاب السل إذا لم يكن PageVW1P076A بهم حمى شديدة جدا، ولأصحاب الحمى الطويلة الضعيفة إذا لم يكن بهم شيء مما تقدمنا بوصفه وكانت أبدانهم تذوب (459) على غير ما توجبه العلة.
نامعلوم صفحہ