شرح فصول ابقراط
شرح فصول أبقراط
اصناف
قال أبقراط: ما كان من الأمراض يحدث من الامتلاء فشفاؤه يكون بالاستفراغ. وما كان منها يحدث من الاستفراغ فشفاؤه يكون بالامتلاء. وشفاء سائر الأمراض يكون بالمضادة.
[commentary]
الشرح هاهنا مباحث سبعة.
البحث الأول
في صلة هذا * الفصل (776) بما قبله * وهو (777) أنه لما ذكر أن علاج الشهوة الكلبية بالشراب وقد بينا أن حودوثها في الأكثر عن البرد واليبس أو عن مادة باردة يابسة والشراب الغالب عليه الحرارة والرطوبة فيفهم منه أن علاج المرض بالضد. ولما كان كذلك صرح به في هذا الفصل .
البحث الثاني:
الامتلاء والاستفراغ تارة يكونان قد أحدثا * مرضا (778) وتارة يريد أن يحدثا مرضا. فإن كان الأول فتدبيرهما بالمداواة المحضة، وإن كان الثاني فتدبيرهما مركب من أمرين: أحدهما المداواة والثاني التقديم بالحفظ. فحكمه هذا إنما يصح في النوع الأول لا * في (779) الثاني.
البحث الثالث:
قوله: ما كان من الأمراض يحدث من الامتلاء فشفاؤه يكون بالاستفراغ وبالعكس. وذلك لأن القصد من المداواة إزالة السبب المحدث للمرض. ولا شك أن عدم السبب سبب لعدم المرض. فلذلك كان الامتلاء يبرأ بالاستفراغ وبالعكس. ومراده هاهنا بالاستفراغ تخفيف المادة سواء كانت بالإسهال أو بالفصد أو بالتعريق أو بالإدرار أو بترك الطعام أو * بغير (780) ذلك من أنواع الاستفراغات. فإن قيل: إن لنا من الأمراض الاستفراغية ما يداوى بالاستفراغ كالهيضة فإن فيها قيئا وإسهالا * مفرطين (781) . ومع هذا * نداويها (782) بالقيء. * وكذلك (783) والزحير الكاذب فيه إسهال ومع هذا نعالجه بالإسهال بالملينات. قلنا: الجواب عن هذا أن غرضنا باستعمال القيء في مداواة الهيضة قلع السبب الموجب للغثيان والقيء وهي المادة الفاسدة الملتصقة بخمل المعدة. ولا شك أن هذا متى زالت سكن القيء وخفت الأعراض. وأما استعمال الملينات في الزحير الكاذب فهو لأجل إخراج الأثفال PageVW5P082A المتحجرة المحتبسة في تلافيف المعاء الموجبة للزحير. فإن مثل هذه متى خرجت سكن الزحير المذكور.
البحث الرابع:
نامعلوم صفحہ