شرح فصول ابقراط
شرح فصول أبقراط
اصناف
قال أبقراط: من كان بطنه في شبابه لينا فإنه إذا شاخ يبس بطنه. ومن كان في شبابه يابس البطن فإنه إذا شاخ لان بطنه.
[commentary]
الشرح هاهنا مباحث خمسة.
البحث الأول
في صلة هذا * الفصل (676) بما قبله * وهي (677) أنه لما ذكر أن الحكم في الأمراض الحادة بالموت أو بالبرؤ ليس يكون على غاية الثقة فهم منه أن ذلك في الأمراض المزمنة أكثر ثقة منه لما ذكرنا. ويلزم * من (678) ذلك أن تكون الأحكام والعلامات المأخوذة في حال الصحة أقوى وأوثق لعدم المقلقل * والمضعف (679) لذلك وهي المادة المرضية. وذلك * كحكمنا (680) على من كان لين البطن أي من كان رقيق البراز في السن الشباب * فبطنه (681) يجف في سن الشيوخة أي برازه يجف. ومن كان بالعكس فبالعكس. وذلك * بشرط (682) وسنذكره.
البحث الثاني:
رقة البراز وجفافه قد يكون للانتقال في السن وقد يكون لاستعمال * التدابير الموجبة (683) لذلك. ومراد أبقراط الأول لا الثاني بدليل أن الإنسان إذا تدبر في وقت شبابه بتدبير أهل الإسكندرية على ما ذكره جالينوس وهو أنه يقدم عله طعامه السمك المالح والكراث وشرب الفقاع فإن بطنه يلين ثم ترك في السن الشيوخة هذا التدبير واستعمل العدس وما أشبهه من القوابض من الأغذية والأشربة فإن بطنه يجف وعلى البدل من هذا يجف البطن في زمان الشباب ويلين في وقت الشيخوخة. ففي مثل هذه الصورة لم يقل إن اختلاف حال البراز في رقته وجفافه لأجل الانتقال في السن بل لأجل التدبير. أما متى كان التدبير واحدا فإن هذا الحكم يصح.
البحث PageVW5P079A الثالث:
متى كان المنحدر إلى المعاء أكثر من النافذ إلى الكبد كان البراز رقيقا كثيرا ومتى كان بالعكس فبالعكس. والأول له أسباب، إما أن يكون الغذاء المستعمل كثيرا وذلك لقوة شهوة الغذاء فيكون المنحدر منه إلى جهة المعاء أكثر من المنحدر منه إلى جهة الكبد؛ وإما لسرعة انحداره وخروجه فيفوت الكبد جذب ما هو محتاج إليه فيكون الوارد إلى الكبد منه أقل من المنحدر منه إلى المعاء فيلين البطن. وذلك إما لكثرة ما ينصب من * المرارة (684) إلى المعاء وإما لضعف * القوة الماسكة لمعاء (685) .
البحث الرابع
نامعلوم صفحہ