شرح فصول ابقراط
شرح فصول أبقراط
اصناف
البحث التاسع
ما ذكرناه يفهمم منه أنه متى أعقب النوم ضرر كان ذلك علامة رديئة لدلالته على استيلاء موجب المرض على الطبيعة المدبرة للبدن عند ما يكون في الوقت التي من شأنها أن تكون هي وآلتها قويتين ومتى لم يعقبه شيء من ذلك كان ذلك علامة جيدة لدلالته على استيلاء الطبيعة المدبرة البدن على موجب المرض وحكمه بالموت على النوم المحدث للوجع وبمقابلة على مقابلة حكم مجاري. وذلك لأنه زائد على ما يستحقه النوم من الجانبين اللهم إلا أن يقال حكمه بذلك في الأمراض الخاصة بمحل النوم كأمراض الرأس مثلا فإن مثل هذه الأمراض يصح الحكم المذكور فيها. ولذلك قال بعد هذا: متى سكن النوم اختلاط الذهن فتلك علامة صالحة، ولم يقل متى سكن النوم * مرضا (117) من الأمراض. فتبين من هذا أن مراده في كلامه بالاستدلال بالنوم على محله لا على أحوال البدن مطلقا. وهذا هو الحق فإن ضرر فعل كل عضو لا يدل على ما سواه. فالحكم المذكور المأخوذ من النوم صحيح بالنسبة إلى محله إن لم يقابله ما يضاده من جهة أخرى.
البحث العاشر
، قال الفاضل جالينوس: * مراد (118) أبقراط بالوجع هاهنا الضرر بدليل أنه أطلق على ما يقابله النفع. وذلك لأنه قال: إذا كان ينفع فليس من علمات الموت؛ ثم قال: والضرر الذي يحدثه النوم على نوعين عام وخاص. فالعام هو الحادث عند نوم المريض في ابتداء * النوب (119) وبمن به مرض الأحشاء. فإنه بطبعه يجذب المواد من الظاهر إلى جهة الورم وكانت المواد متجلبة PageVW5P060A من دماغه إلى معدته فإن النوم يزيد فيها لميلان المواد إلى الباطن. والخاص هو الحادث فيما عدا الأمور المذكورة. ومراده هاهنا بالضرر الخاص لا لا العام. وذلك لأن العام لا يدل على الموت ولا على غيره من المكروه لأنه تابع للطبيعة ذلك الوقت وتلك الحالة. فإن الحرارة والكيموسيات جميعها تميل إلى عمق البدن في هذا الوقت لا سيما متى كان مع الحمى نافض وقشعريرة هربا من المؤذي. فطبيعة هذا الوقت توجب النوم غير أنه متى ترك طالت مدة هذا الوقت ونبلدت المادة وتضاعف مقدارها وكلت الحرارة الغريزية عن مقاومتها. * ولذا (120) صار يؤمر صاحب هذه النوبة بالانتباه من نومه لتنتشر الحرارة في البدن وتقاوم المادة الموجبة للحمى. وأما الخاص فهو الحادث في وقت المنتهي والانحطاط. فإن الطبيعة من شأنها في هذين الوقتين أن تكون قوته إما في المنتهي فلأجل المجاهدة والمقاومة وإما في الانحطاط فلأجل الاستظهار والراحة. فمتى أعقب النوم في مثل هذين الوقتين * ضرر (121) دل على ضعف القوة واستيلاء المؤذي عليها وقهره إياها. وتحقيق هذا أنك قد عرفت أن المقاوم لمادة المرض هو القوى البدنية * وأنها (122) تغور في حال النوم إلى الباطن وتغور معها الأرواح والدم والحرارة الغريزية. أما الأرواح فلأنها مركبهما القريب. وأما الدم فالبعيد. وأما الحرارة فلأنها آلتها وتغور مع ذلك في حال المرض شيء من رطوبات المرض بتعا لغوران ما ذكرنا فيتوفر حينئذ موجب النوم ولهذا يكون المريض في أول النهار أحسن حالا منه في آخره لأنه قد تقدمه النوم الأطول. فمتى أعقبه ضرر دل ذلك الضرر على انقهار * القوة (123) تحت المنجذب من مادة المرض. وإذا كان ذلك القدر من مادة المرض مستوليا على الطبيعة حين أجتماعها وقوتها فما بالك إذا كانت المادة متوفرة والقوى ضعيفة، فوجب أن يكون في مثل هذا الوقت أضعف وأشد انقهارا. وذلك يلزمه الموت لا محالة.
البحث الحادي
عاشر، فإن قيل: المفهوم مما ذكرتم أن المواد البدنية تتوجه إلى الباطن في حال النوم لتوجه الطبيعة إليه. وإذا كان الحال فيما ذكرتم لذلك فكيف صار النوم يقطع الإسهال على ما دل على صحة الاستواء الطبي. فنقول: الجواب عن هذا قد عرفت أن النوم يقوي فعل الطبيعة في الباطن وذلك لتوفرها على فعلها فيه ولتوفر آلتها هناك التي هي الحرارة الغريزية. وإذا كان كذلك فهي عندما تصير حالها كذلك تقوي PageVW5P060B على دفع الأمر الموجب للأسهال. فإن عاد المعترض وقال: بمقدار ما تقوي الطبيعة في الباطن تتوفر المادة فيه، ويلزم من ذلك أن لا ينقطع الإسهال وأن لا يفرط. فنقول: لا شك أن ما ذكره المعترض في هذه الصورة وارد لكن بدن المسهول موادة قليلة فعند انعطاف الطبيعة إلى الباطن في نومه لم يحصل من ذلك مادة يعتد بها حتى توجب الزيادة في الإسهال. بل الذي يحصل من ذلك قوة الطبيعة وتمكنها من فعلها. وفي (124) ذلك تحصيل غرضنا ولذلك صار من به ورم في الأحشاء وبدنه ممتلئ يزيد ورمه وألمه في النوم. وذلك لتوفر المادة فيه على ما عرفت واستعداد العضو * لقبولها (125) .
2
[aphorism]
قال أبقراط متى سكن النوم اختلاط الذهن فتلك علامة PageVW1P027A صالحة.
[commentary]
نامعلوم صفحہ