235

35

[aphorism]

قال أبقراط: من اعترته حمى فأعوجت معها رقبته وعسر عليه الازدراد حتى أنه لا يقدر أن يزدرد إلا بكد من غير أن يظهر في حلقه انتفاخ فذلك من علامات الموت. (400)

[commentary]

الشرح هاهنا مباحث ثلاثة.

البحث الأول

في الصلة: وهو أنه لما ذكر في الفصل المتقدم أحد أنواع الخناق الرديء الدال على الموت، ذكر في هذا نوعا آخر من تلك الأنواع وهو الاعوجاجي وهو أن يدخل فيه إحدى خرزات العنق إلى داخل ويبقى في خارجها تقصع. وهذا النوع من الخوانيق يعرف بالكلبي لأن فم صاحبه لا يفارق مفتوحا ولسانه خارج فمه طلبا للتمكن من استنشاق الهواء بسبب مزاحمة الخرزة للآلة التنفس وأردأه ما كان الاندفاع في الخرزة الأولى، وذلك لضيق مجرى التنفس عندها ولقربها من الدماغ.

البحث الثاني

في كيفية انجذاب الخرزة عند العنق بالورم المذكور: نقول: قد ثبت في التشريح أن بين العضلات المذكورة وبين الخرز مشاركة بشظايا ليفية فإذا ورمت العضلات الذكورة انجذبت الأوتار إلى داخل بسبب زيادة المادة لعرضها ونقصان طولها فتنجدب الخرز إلى داخل، غير أن هذا المرض أكثر ما يعرض في PageVW1P108A سن الصبا. وذلك لسهولة زوال الخرز عن مواضعها بسبب غلبة الرطوبات المزلقة على مفاصلها. وقد يكون سبب الزوال في الحمى لا سيما الحادة أمر آخر وهو استيلاء الجفاف على الأعضاء المذكورة فتتقلص الشظايا المذكورة ويقصر طولها PageVW5P039A فتنجذب الخرز إلى الداخل. ومتى حصل الزوال المذكور عن السببين المذكورين تعذر على الهواء الدخول إلى جهة الرئة وعلى البخار الدخاني الخروج. ولا شك أن ذلك رديء في الحميات على ما عرفت (401). وأيضا فإن الزوال نفسه عسر المعالجة لأن معالجته بأمرين وهما خطران: أحدهما تعليق المحاجم بغير شرط على موضع التقصع وهو رديء لأنه يجدب المواد إلى موضع الازدراد الضعيف؛ ثانيهما إدخال الآلة الشبية باللجام في الفم ودفع الخرزة (402) إلى داخل. وهذا متعذر جدا فلأجل هذا قال «فذلك من علامات الموت» أي من جهة نفس الزوال ومن جهة ما يلزمه. واعلم أن ضرر انجذاب الخرز المذكور إلى داخل بالمريء أكثر من ضرره الحنجرة، وذلك لقرب المريء منها. ولذلك قال «وعسر عليه الازدراد» ولم يقل «وعسر عليه التنفس» وإن كان يتضرر التنفس غير أن ضرر الازدراد أكثر من ضرر التنفس.

البحث الثالث:

نامعلوم صفحہ