شرح فصول ابقراط
شرح فصول أبقراط
اصناف
قال أبقراط: فإن كان أيضا قد تقدم فاتعب عضو من الأعضاء ففي ذلك العضو يتمكن المرض. (394)
[commentary]
الشرح هاهنا مباحث ثلاثة.
البحث الأول
في الصلة: وهو أنه لما ذكر في الفصل الأول من انتشل من مرضه وحصل له كلال في موضع من بدنه وكان بحرانه ناقصا فإنه يحدث له في ذلك الموضع خراج، قال في هذا الفصل: فإن كان العليل قد تقدم قبل مرضه وأتعب بعض أعضائه فإن المادة الخراجية تحدث في ذلك العضو، وذلك لاستعداد لقبول المادة بسبب تحلل جرمه وثوران حرارته وسعة المجاري المتصلة به. وبالجملة يحصل له من الأمور المعدة ما لا يحصل لغيره من ذلك. فلذلك كان ميل المادة إليه أكثر من ميلها إلى غيره.
البحث الثاني:
هذا الفصل فيه فائدة عظيمة متعلقة بتدبير العليل وهو أنه يجب أن تجذر العليل من إتعاب بعض أعضائه قبل مرضه لا سيما من علم أن بدنه ممتلئ وأنه غير عادته في تنقية بدنه في حال صحته، فإنه متى حصل له مرض من تلك المادة حصل له في عضوه المتعب ما ذكره. وأن يحرز في تدبيره في حال مرضه بمعنى أنه لا يخالف الطبيب في واجب تدبيره من جهة تنقية بدنه وإصلاح غذائه. وإلا إذا انتشل من مرضه حصل له ما ذكره أو حصل له في حال مرضه إعياء في بعض مفاصله لميل المادة إليها ثم حصل في ذلك العضو ما ذكره.
البحث الثالث:
اعلم أن هذه الفصول الثلاثة تتضمن معنى PageVW5P037B واحدا وهو أن الإحساس في الفصل الأول يكون في وقت المرض وفي الفصل الثاني يكون بعد المرض وفي هذا الفصل قبل المرض ويكون تقدير الكلام من أحسن في مرض بإعياء فتوقع أن يخرج به خراج في ذلك الموضع. وكذلك من انتشل من مرضه فوجد في بعض أعضائه كلالا (395) أو كان قبل المرض قد تقدم فأتعب عضوا من أعضائه. والله أعلم.
34
نامعلوم صفحہ