176

البحث السادس:

قال جالينوس: كان الأجود لأبقراط أن يقدم ما أخره ويؤخر ما قدمه وهو أن يذكر أولا أن الجنوب مرطبة للأبدان ثم * يذكر (1128) ما يحدثه فيها لأن * إحداثه (1129) لما * يحدثه (1130) إنما هو بالرطوبة. والذي نقوله نحن في هذا الموضع إن أبقراط اراد أن يذكر في الجنوب مقابل ما تحدثه الشمال فلأجل هذا PageVW5P155A قدم في تأثير الجنوب الحل لأنه مقابل * للجمع (1131) في الشمال ثم الإرخاء لأنه مقابل للشد في الشمال. ولما كانت الرطوبة لازمة للإرخاء ذكرها. فإن قيل: فلم لا ذكر في الشمال بعد * ذكره (1132) شدة الأبدان اليبس كما ذكر الرطوبة عقيب الاسترخاء في الجنوب؟، فنقول: لأن * شدة (1133) الأبدان تحتمل أن تكون لليبس وتحتمل أن تكون للبرد * المعتدل (1134) بخلاف الاسترخاء، فإنه لا يكون إلا للرطوبة، فلذلك لم يذكر اليبس بعد ذلك لأنه ليس هو بلازم له بخلاف الرطوبة، فإنها لازمة * للاسترخاء (1135) . قال جالينوس: ليس مما تفعله الجنوب شيء صالح للأبدان إلا تليينها للبطن وهو حق، فإنها تلين البطن وتليين الطبن مما يعين على إخراج الفضول ونفضها عن * البدن (1136) .

18

[aphorism]

قال أبقراط: * وأما (1137) في أوقات السنة ففي الربيع وأوائل الصيف * يكون (1138) الصبيان والذين * يتلونهم (1139) في السن على أفضل حالاتهم * وأكمل (1140) الصحة، وفي باقي الصيف وطرف من الخريف يكون المشايخ أحسن حالا وفي باقي الخريف وفي الشتاء يكون المتوسطون بينهما في * السن (1141) أحسن حالا.

[commentary]

الشرح هاهنا مباحث ثلاثة.

البحث الأول

في صلة هذا * الفصل (1142) بما قبله: وهو أنه * لما (1143) مضى بيان ما تؤثره أوقات السنة من الأمراض، ذكر في هذا الفصل ما هو أعم من ذلك وهو بيان ما تؤثره أوقات السنة مطلقا في الحالات البدنية، وذلك لأن الأمزجة على نوعين: فاضلة وغير فاضلة، فالفاضلة يوافقها ما يناسبها ويضرها ما يخالفها والغير الفاضلة يضرها ما يناسبها ويوافقها ما يخالفها بناء على أن حفظ الصحة بالمثل وتدبير المرض بالضد.

البحث الثاني:

نامعلوم صفحہ