[aphorism]
قال أبقراط (332): وإذا كان المرض حادا جدا، فإن الأوجاع التي في الغاية القصوى (333) تأتي فيه بدئا، فيجب (334) ضرورة أن تستعمل فيه (335) التدبير الذي في الغاية القصوى من اللطافة، فإذا لم يكن كذلك لكن كان يحتمل من التدبير ما هو أغلظ من ذلك (336) فينبغي أن يكون التدبير (337) على حسب لين المرض ونقصانه (338) عن الغاية القصوى.
[commentary]
قال عبد اللطيف: هذا الفصل قريب مما قبله جدا، وهو في كثير من النسخ غير موجود وكأنه مكرر أو هو ما قبله. فأما في النسخ التي (339) فيها موجود، فيوجد (340) الفصل الذي قبله على هذه الصورة: PageVW2P010B إذا بلغ المرض منتهاه، فعند ذلك يجب ضرورة (341) أن تستعمل التدبير الذي (342) في الغاية القصوى من اللطافة. ولا فرق (343) بينهما إلا أن الفصل الذي قبله على هذه النسخة هو خاص في الأمراض التي يتأخر منتهاها، أو هو عام فيها وفي التي يأتي بحرانها (344) في أولها، وهذا الفصل خاص بالأمراض الحادة جدا التي يأتي بحرانها في أولها. فنقول: إن الأمراض التي في الغاية القصوى تأتي الأوجاع التي في الغاية القصوى فيها بدئا وهذه علامات حدتها، فحينئذ (345) يجب ضرورة، أي لازما (346) وواجبا إذا رأيت هذه العلامة أن تستعمل التدبير الذي في الغاية القصوى، وهذه (347) الأوجاع هي نوائب (348) الحمى وسائر (349) الأعراض. وقوله: في الغاية القصوى: أي في غاية العظم. وقوله: تأتي فيه بدئا: أي في أوله، وهي أربعة أيام وبعدها بقليل، فإن المرض الحاد جدا هو الذي يكون منتهاه بدئا، فلهذا PageVطP016أ ينبغي أن يلطف التدبير في أوله، لأن التدبير ينبغي أن يلطف في منتهى الأمراض، فإذا كان المنتهى بدئا استعمل التدبير اللطيف بدئا. وعلى هذا كلما كان المنتهى (350) أبعد وجب أن يكون تغليظ الغذاء أكثر، وكلما كان المنتهى أقرب وجب أن يكون تغليظ الغذاء أيسر. وغرضه في (351) هذا الفصل تعريف القانون في تدبير المرضى بحسب أمراضهم من جهة (352) طولها وقصرها، وجعل علامات قصرها ظهور الأوجاع العظيمة في أولها.
[فصل رقم 9]
[aphorism]
قال أبقراط: PageVW0P013B وينبغي أن تزن أيضا قوة المريض فتعلم إن كانت تثبت إلى وقت منتهى المرض، وتنظر: أقوة المريض تخور (353) قبل غاية المرض ولا تبقى على ذلك الغذاء؟ أم المرض يخور (354) قبل وتسكن عاديته؟
[commentary]
قال عبد اللطيف: هذا شرط آخر في تقدير التدبير فكما (355) عرف في الفصل المتقدم تقدير التدبير بحسب قرب المنتهى وبعده، PageVW2P011A عرف هنا تقدير التدبير بحسب قوة المريض وضعفه، فإذا تقدير التدبير ينبغي أن يعتبر بالمرض والمريض جميعا، فإذا كان المرض قريب المنتهى وقوة المريض تفي بالبقاء إلى ذلك الأمد فينبغي أن يلطف التدبير جدا. وإن اختل أحد الشرطين بأن تكون القوة لا تفي وإن كان المرض قريب المنتهى، أو كان المرض بعيد المنتهى وكانت (356) القوة تفي فينبغي إذ ذاك تغليظ الغذاء، حتى أنا قد نغذى عند المنتهى إذا خفنا أن تنحل القوة، فإن تلطيف التدبير كما أنه يضعف المرض كذلك أيضا يضعف (357) القوة. وتغليظ التدبير كما أنه يقوي المرض كذلك أيضا يقوي القوة، فإن كان للقوة (358) فضل استظهار (359) لطفنا (360) التدبير * ليضعف المرض، وإن لم يكن في القوة فضل استظهار غلظنا التدبير لئلا تخور القوة، فإن إضعافها بمنزلة خسارة رأس المال، فينبغي (361) أن تجعل تغليظ التدبير وتلطيفه بحسب المرض والقوة. وتزنهما (362) أي تقايس بينهما بأن تنظر أيهما أقوى وكم مقدار قوة أحدهما على الآخر، وكم مقدار ما تحتاج الطبيعة إليه من معاونة الطبيب لها حتى تظهر على المرض، وبأي شيء ينبغي أن تعان، وفي أي وقت وعلى أي حال، وتقرب PageVطP016ب ذلك إلى التحقيق بكل (363) ما أمكن، فحينئذ تكون قمنا أن يصدق حدسك.
[فصل رقم 10]
نامعلوم صفحہ