[commentary]
قال عبد اللطيف: غلظ البدن هنا لا يريد به عظم الجثة ولا الفخامة، بل البدن البار الشحم (248) ويكون ذلك له بالطبع، فإن عروق من هذه حاله ومجاري روحه ضيقة والدم والروح في بدنه قليلان، فهذا إذا تمادت به السن طفئت حرارته من أدنى سبب. فأما المهزول PageVW2P044B القضيف فليس يخاف عليه من هذا الوجه، لكن من جهة أن أعضاءه (249) الرئيسة (250) بارزة ليس لها ما يسترها فتسرع إليها الآفة مما يلقاها من خارج. وإنما زاد لفظة جدا ليخرج عنه الغليظ المعتدل، فإنه أفضل من هذا ومن القضيف؛ لأنه وسط بين طرفين مذمومين. وزاد "بالطبع" ليخرج عنه من عرض له العبالة بعد أن كان PageVW3P046A قضيفا أو معتدلا كمن تودع أو استعمل أدوية مسمنة أو رياضات لذلك (251) فشحم شحامة بإفراط، فهذا وإن كان قد جاوز حد الاعتدال كالأول فإن عروقه واسعة بالطبع، وإن كان قد حصل لها ضيق لمزاحمة (252) الشحم لها، لكنه لا يبلغ حد من ولد ضيق العروق. وأفضل الأحوال أن يكون البدن حسن اللحم معتدلا، لا (253) غليظا ولا مهزولا، فإن فاته الاعتدال، فإفراطه في الهزال أجود، وإفراطه في الغلظ أردأ (254). وإنما ذكر هذا الفصل بعد ذكر السكتة ليعرفك أن من كان غليظ البدن بالطبع، ضيق العروق، قليل الدم والروح منذ المولد، فهو مهيأ للسكتة والاختناق، وأنه إذا عرضت له سكتة كان الموت أسرع إليه من القضيف إذا عرضت له سكتة.
[فصل رقم 70]
[aphorism]
قال أبقراط: صاحب الصرع إذا كان حدثا، فبرؤه (255) منه يكون خاصة بانتقاله في السن والبلد والتدبير.
[commentary]
قال عبد اللطيف: الصرع قريب من السكتة لأن موضعهما واحد وهو الدماغ، والكيموس الفاعل لهما واحد وهو كيموس بارد غليظ، لكن السكتة تعدم معها PageVW0P039B الحركة بأسرها، فأما الصرع فمعه حركة مضطربة. وقوله: "بانتقاله في السن" أي في سن (256) الشباب وهي سن حارة يابسة، فبالحري أن تبرئ ما كان باردا غليظا وتحلله. ولا يريد هنا الانتقال إلى سن PageVW2P045A * الكهول والشيخوخة بل إلى سن (257) الشباب خاصة لأنها سن تقوى (258) فيها الحرارة وتقوى (259) القوى الطبيعية والحيوانية والنفسانية كلها، ويقوى فيها الدماغ وقوى الحس والحركة والتمييز، وإذا قويت هذه فبالحري أن تدفع عنها الأذى وتنضج الفضل النيء (260) وتلطف ما غلظ منه، ولذلك إذا لم يبرأ الصرع في الانتقال إلى سن الشباب لم يرج (261) برءه فيما بعد. وقوله (262): "والبلد والتدبير" أي يكون برءه بانتقاله (263) إلى بلد PageVW1P035A غير بلده، وغذاء غير غذائه. وينبغي أن يكون البلد المنتقل إليه أحر وأيبس من البلد المنتقل عنه، وكذلك الغذاء المنتقل إليه على قياس السن، أعني أن يكون أحر PageVW3P046B وأيبس. وذكر التدبير ليكون عاما للغذاء والرياضة وكل ما يأخذ به المرء نفسه.
[فصل رقم 71]
[aphorism]
قال أبقراط: إذا كان (264) وجعان معا، وليس هما في موضع واحد، فإن أقواهما يخفي الآخر.
نامعلوم صفحہ