[commentary]
قال عبد اللطيف: كان كلامه السابق في الماء الحار والبارد فقط، وهنا ذكر الثلج والجمد، وهما أزيد ضررا من الماء البارد بحسب زيادة بردهما وغلبة يبسهما (131)، وهما من أضر الأشياء لنواحي الصدر والرئة، يهيجان السعال (132)، وكثيرا ما يصدعان العروق فيتبعه انفجار الدم؛ ويجلبان النزلات * لأن الدماغ إذا استضر ببردهما كان عنه النزلات (133) إلى الصدر ونحوه.
[فصل رقم 218]
[aphorism]
قال أبقراط (134): الأورام التي تكون في المفاصل، والأوجاع التي تكون من غير قرحة، وأوجاع أصحاب (135) النقرس وأصحاب الفسخ الحادث في (136) المواضع العصبية، وأكثر ما أشبه هذه، فإنه إذا صب عليها ماء بارد كثير PageVW3P088B سكنها وأضمرها وسكن الوجع، والخدر - أيضا - اليسير مسكن للوجع.
[commentary]
قال عبد اللطيف: هذا الفصل في منافع البارد، أعم مما سبق، واعلم أولا أن البارد ينفع من ثلاثة أوجه: PageVW2P093A أولا: يردع ويمنع ويقطع انصباب المواد بتكثيفه المسام. وثانيا: بتبريده وتعديله (137) وتسكينه من التهاب المواد واحتدادها. وثالثا: من جهة تجميده المواد وتخديره الحس، فإذا أخدر (138) العضو قل إحساسه بالمؤلم وخف احتمال الوجع عليه. فأما (139) الوجه الثاني فلا يستعمل إلا في المواد الحادة (140) الملتهبة جدا، وكذلك الأول، إلا أنه ربما استعمل فيما كان أقل حدة والتهابا. وأما الثالث فيستعمل في البارد والحار جميعا، فإن النقرس البارد أو القولنج (141) البارد إذا تفاقم ألمهما، حتى يخاف انحلال القوة، جاز استعمال البارد ليخدر الحس (142) وتضعف الحواس PageVW0P078A عن إدراك المؤلم فيسهل احتماله. فأما (143) البارد فيشفي (144) الأورام التي في المفاصل أو يجفف ألمها على جهة الردع، والتخدير أيضا إن كان هناك ألم؛ والأوجاع التي تكون من غير قرحة كذلك أيضا لأن القرحة يضرها البارد. وأما أوجاع النقرس وفسخ العصب فعلى جهة ردع المواد وتخدير الحس أيضا. وقوله: "وأكثر ما أشبه هذه" أي مما يحتاج إلى تخدير أو تبريد أو ردع فإنه إذا صب عليها ماء بارد وكثير سكنها وأضمرها، أي سكن الوجع وأضمر الورم؛ ثم قال (145): "والخدر -أيضا - اليسير (146) مسكن للوجع (147)" هذا قول عام منبه على العلة، وإنما شرط أن يكون يسيرا لأن الخدر (148) الكثير يميت العضو أصلا.
[فصل رقم 219]
[aphorism]
قال أبقراط: الماء الذي يسخن سريعا ويبرد سريعا فهو أخف المياه.
نامعلوم صفحہ