المنعم، ولم يكن في سلسلة الوجود ما كان حمدا بتمامه بلا حيثية كفران إلا تلك العوالم النورانية، فإنها إنيات صرفه لا ماهية لها عند أهل الذوق والعرفان، والعالمون هي ما دون تلك العوالم. فيصير المعنى:
بسم الله الذى هو ذو الرحمة والرحمانية والرحيمية الذاتية إنفتح عوالم الحمد كله التى هي تعين الإلهية المطلقة في مقام الفعل، وهى ذوات الربوبية والتربية لساير مراتب الموجودات النازلة عن مقام المقدسين من الملائكة الروحانيتن والصافات صفا والمدبرات أمرا، وذات الرحمة الرحمانية والرحيمية الفعلية، أي لها مقام بسط الوجود وبسط كماله عينا في حضرة الشهادة وذات المالكية والقابضية في يوم رجوع الكل إليها، والرجوع إليها رجوع إلى الله، إذ ظهور الشيء ليس يباينه بل هو هو.
وإن جعل الرحمن الرحيم صفة بإسم في (البسملة) يصير الأمر بالعكس وصار بمعنى المشيئة لله التي بها الرحمانية والرحيمية الفعليان، والله في الحمد لله هو الإلهية الذاتية، والرحمن الرحيم من صفاته الذاتية وكذا الرب والمالك. وسيأتي إشارة إلى تفسير الإسم حسب ما يستفاد من طريق أهل بيت العصمة والطهارة ومهابط الوحي والملائكة عند قوله إني أسئلك من أسمائك.
???
تنبيه واعتراض
قال القيصري في مقدمات شرح الفصوص: وإذا أخذت (أي حقيقة الوجود) بشرط كليات الأشياء، فقط فهى مرتبة الإسم الرحمن رب العقل الأول المسمى بلوح القضاء وأم الكتاب والقلم الأعلى. وإذا أخذت بشرط أن يكون الكليات فيها جزئيات مفصلة ثابتة من غير احتجابها عن كلياتها، فهى مرتبة الإسم الرحيم رب النفس الكلية المسماة بلوح القدر وهو اللوح المحفوظ والكتاب المبين.
انتهى بعين ألفاظه.
أقول: هذا وإن كان صحيحا بوجه إلا أن الأنسب جعل مرتبة الإسم الرحمن مرتبة بسط الوجود على جميع العوالم كلياتها وجزئياتها، ومرتبة الإسم الرحيم مرتبة بسط كماله كذلك، فإن الرحمة الرحمانية والرحيمية وسعت كل شيء وأحاطت بكل العوالم فهما تعين المشيئة، والعقل والنفس تعين فى تعين فالأولى أن يقال. وإذا أخذت بشرط بسط أصل الوجود فهى مرتبة الإسم الرحمن وإذا أخذت بشرط بسط كمال الوجود فهى مرتبة الاسم ***84]
صفحہ 83