============================================================
أنايه، ونهاهم عن مرامه، كما قال تعاى في كتابه: (لا يشأل عما يفعل وهم يسألون)، فمن سأل: لرفعل؟ فقد رد حكم الكتاب، ومن رد حكم الكتاب كان من الكافرين.
فهذا جملة ما يحتاج إليه من هو منور قلبه من أولياء الله تعاى، وهي درجة الراسخين في العلم، لأن العلم علمان؛ علم في الخلق موجود، وعلم في الخلق مفقود، فإنكار العلم الموجود كفر، وادعاء العلم المفقود كفر، ولا يثبث الإيمان إلا بقبول العلم الموجود وترك طلب العلم المفقود.
ونؤمن باللوح والقلم، وبجميع ما فيه قدرقم، فلو اجتمع الخلق كلهم على شيء لر يكتبه الله تعاى فيه ليجعلوه كائنا لريقدروا عليه، جف القلم بما هو كائن إ يوم القيامة، وما أخطأ العبدلر يكن ليصيبه، وما أصابه لر يكن ليخطقة.
وعلى العبد أن يعلم أن الله قد سبق في علمه كل كائن من خلقه، فقدر ذلك تقديرا محكما مبرما، ليس فيه ناقض ولا معقب، ولا مزيل ولا مغير ولا محول، ولا ناقص ولا زائد من خلقه في سماواته وأرضه، وذلك من عقد الإيمان وأصول المعرفة والاعتراف بتوحيد الله تعاى وبربوبيته، كما قال تعالى في كتابه: (وخلق كل شيء فقدره تقديرا) [الفرقان:2]، وقال تعالى: (وكان أمر الله قدرا مقدورا) [الأحزاب: 38].
فويل لمن صار لله تعاى في القدر خصيما، وأحضر للنظر فيه قلبا سقيما، لقد التمس بوقيه في فحص الغيب سرا كتيما، وعاد بما قال فيه أفاكا أثيما.
والعرش والكرسي حق، وهو مستغن عن العرش وما دونه، محيط بكل شيء
صفحہ 34