============================================================
وأما قولهم: (في دعاء الأحياء وصدقتهم منفعة للأموات)، فهذا منهم تصريخ بإثبات المنفعة للأموات من قبل دعاء الأحياء وصدقتهم.
وإنما قالوا ذلك بدلالة النصوص الواردة بالدعاء، كقوله تعالى: {( آدعوا رتبكم تضرعا وخفية إند لايحب المعتدي) [الأعراف: 55]، وقوله: والذي جاهو ين بعدهم يقولور رتنا أغفر لنا ولاخواننا الذيب سبقونا يالايمن ولا تجخعل فى قلوينا غلا للزين ءامثوا ربنا إنك رهوف رحيم} [الحشر: 10)، ولأن المؤمنين صاروا إخوة بسبب الايمان، فصار بعضهم من بعض لاتحادهم في المعنى الجامع بينهم، وهو التوحيد والمعرفة، ولذلك وجب صلاة الميت على الأحياء وقد وعد الله الإجابة بقوله تعالى: (وقال ريكم اذعونى أشتجب لكز [غافر: 60]، فكان من الواجب علينا أن نعلم أن الدعاء ينفع حيث أمرنا بالدعاء والاستغفار للأحياء والأموات، إذ لا يأمر الله تعاى ولا رسوله صلى الله عليه وسلم إلا بما ينفع وأما قولهم: وفي صدقتهم، أي وفي صدقتهم أيضا منفعة للأموات، وإنما قالوا ذلك لما ئبت عندهم، لأن التصدق لأجل المؤمن الميت كالدعاء.
وقدورد في الخبر: تصدقوا عن موتاكم.
وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم حضرت جنازة بين يديه، فسأل: هل عليه دين؟ فقيل: نعم، فقيل: هل ترك وفاء؟ فقيل: لا، فقال: صلوا عليه، فقال أبو قتادة
صفحہ 165