============================================================
102 والقديم لا يجوز عليه التغير.
وأما العرض فخاصيته أن لا يقوم بنفسه، ويستحيل بقاؤه، ويتعاى صانع العالر أن يكون كذلك، إذهو قائم بذاته، وبتكوينه قامت الجواهر، والأجسام حاملة للأعراض.
وأما قولهم: (ولا يثبت قدم الإسلام إلا على ظهر التسليم والاشتسلام)، فلأن الإسلام هو دين الله عز وجل الذي يعبده عباده، وبعث لأجله الأنبياء والمرسلين، وأنزل الكتب السماوية، وهو في الحقيقة جعل كلية الأشياء لله تعاى، سالمة لا شريك له فيها في ملك ولا إنشاء ولا تقديير ثم الإسلام والإيمان واحد عندهم، أعني أبا حنيفة وأبا يوسف ومحمدا وسائر المحققين، لأن الإيمان هو التصديق لله تعاى بالربوبية، بشهادة كلية الأشياء لله تعاى، بأنه خالقها وربها، على ما هي عليه من آثار الحدثيق، فالمسلم هو الذي جعل الأشياء كلها سالمة لله تعالى، والدليل على أنه واحد قوله تعالك: ( قولواء امنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلن إترهعه وإشمعيل واشحق ويغقوب والأسباط وما أوتى موسى وعيسى وما أوتى النبيوب من ربهة لا نفرق بين أحد منهر وتحخن له مسليون) [البقرة: 136]، قاموا لله تعالى بالإسلام في جميع ما أمر بالإيمان به، وقوله تعاى: فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين () فما وحدنا فيها غيربيت من المسليين [الذاريات: 35 - 36]، فعبر بالإسلام عمن عبر عنهم بالإيمان، والذين سماهم مسلمين فم الذين ستماهم مؤمنين، فكان الإسلام والايمان في التحقيق واحدا.
صفحہ 102