147

شرح بلوغ المرام - عبد الكريم الخضير

شرح بلوغ المرام - عبد الكريم الخضير

اصناف

نعم حديث جابر الطويل في صفة حج النبي ﵊ فيه أن النبي ﵊ لما رقي على الصفاء قال: «ابدأ بما بدأ الله به» ﴿إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللهِ﴾ [(١٥٨) سورة البقرة] "أبدأ" أو «نبدأ بما بدأ الله به» هذا لفظ مسلم، وعند النسائي بلفظ الأمر: «ابدؤوا بما بدأ الله به» «ابدؤوا بما بدأ الله به» إنما يتم الاستدلال برواية النسائي، هي التي تقتضي الوجوب، وجوب الترتيب، فما بدأ الله به ذكرًا نبدأ به فعلًا، ولا شك أن للأولية حظ في الأولوية، فبدأ الله ﷾ بالصفاء قولًا، فبدأ به النبي ﵊ فعلًا، وقال: «أبدأ» وفي وراية: «نبدأ بما بدأ الله به»، في رواية النسائي: «ابدؤوا بما بدأ الله به» وهو عند مسلم بلفظ الخبر، رواية النسائي صحيحة أو ليست بصحيحة؟ يمكن أن تصحح أو لا يمكن؟ يمكن أن تصحح أو لا يمكن؟ بين الروايتين اختلاف وإلا ما بينهما اختلاف؟ بينهما اختلاف هذا أمر وهذا خبر، هل يمكن تصحيح الروايتين معًا أو لا بد من تصحيح إحداهما والحكم على الأخرى بالشذوذ ولو كان إسنادها صحيحًا؟ أو يمكن أن نقول: كلا الروايتين صحيحة؟ نعم، أما إذا كان جابر ﵁ في اللفظين يحكي عملًا واحدًا من النبي ﵊ وهو ما فعله في حجة الوداع، فالنبي ﵊ لم يقل إلا لفظًا واحدًا، وحينئذٍ يكون تصحيح الأمرين خطأ لا بد من أحدهما، لكن إن كان جابر يحكي عن النبي ﵊ في أكثر من موقف أنه مرة قال: «ابدؤوا» ومرة قال: «نبدأ» فلا بأس حينئذٍ، ويمكن تصحيح اللفظين معًا، والحديث كما هو معروف من أطول الأحاديث في الصحيح، حديث جابر ﵁ في صفة حج النبي ﵊.
طالب:. . . . . . . . .

6 / 15