وروى الخليل بن مرة عن أبي غالب عن أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: « إضمنوا لي ستا أضمن لكم الجنة: لاتظلموا عند قسمة مواريثكم، ولاتغلوا غنائمكم، ولاتجبنوا عند قتال عدوكم، وامنعوا ظالمكم من مظلومكم، وأنصفوا الناس من أنفسكم، ولاتحملوا على الله ذنوبكم ».
وروي عن مكحول، عن أبي هريرة أن رجلا من خثعم قام إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: متى يرحم الله عبيده؟ قال: « مالم يعملوا بالمعاصي، ثم يزعمون أنها من الله تعالى، فإذا فعلوا ذلك انتزعت منهم الرحمة انتزاعا ». قال الخثعمي: يا رسول الله أيضل الرجل وهو يقرأ القرآن؟ قال: « إذا قال هذا القول طبع على قلبه ».
وروي عن ابن عباس، عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: « ماهلكت أمة قط حتى يكون الجبر قولهم ».
(وعاد الإسلام غريبا، والمؤمن وحيدا خائفا)
هنالك إذا ظهرت هذه البدع، صار المؤمن وحيدا خائفا، فلذلك ومن أجله انتشر علم أبي حنيفة، وعلم الشافعي، ومالك، وخفي علم أهل البيت عليهم السلام ، فلم ينتشر كما انتشر غيره مع كثرة الفضلاء منهم، وسبب ذلك أن معاوية لماتغلب صير عداوة أمير المؤمنين عادة وسيرة، حتى كتب إلى أهل ولايته أن اقتلوا من كان على دين علي وكذلك كتب إلى بعض ولاته: أن اضرب عنق حجر بن عدي؛ لأنه لم يتبرأ من علي وأنكر سبه. فكانوا يلعنون عليا عليه السلام على المنابر، ويدعونه أبا تراب ، حتى ولي عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، فمنع من ذلك وفي ذلك يقول كثير عزة :
صفحہ 68