شرح باب توحيد الربوبية من فتاوى ابن تيمية
شرح باب توحيد الربوبية من فتاوى ابن تيمية
اصناف
تنوع معية الله لخلقه وتفاوتهم في درجاتها
ثم أشار إلى المعية في هذه الفقرة، قال: [ونعلم أن معيته مع عباده على أنواع وهم فيها درجات]، يعني: المعية دليل على التميز بين الخالق والمخلوق.
وهذا فيه رد ظاهر على أهل الحلول والاتحاد ووحدة الوجود، فإن المعية تدل على الاختلاف، لا يقال للشيء نفسه: إنه مع نفسه، لا يقال للشيء الواحد: إنه مع نفسه، إنما إذا قيل: الشيء الفلاني مع الشيء الفلاني فبينهما فرق ذاتي ومعنوي.
فإذًا: تحقيق المعية لله ﷿ وكونه مع عباده المعية العامة، ومع عباده الصالحين وعباده المؤمنين المعية الخاصة، أن هذه المعية تدل على المفارقة بين وجود الله ﷿ وبين وجود المخلوق، وأن لله ﷿ وجودًا يخصه وكمالًا لا يمكن أن يكون لأحد من خلقه، والخلق الذي له وجود يفتقر ويفنى وينتهي.
وهذه المعية معية محدودة، وتدل على الفرق بين الله ﷿ وبين خلقه، وهكذا بقية الأمور، وهذا مما قد لا يدرك إلا بمثل هذا الفقه الذي وفق الله إليه شيخ الإسلام ﵀.
13 / 4