(وعطف النسق) أي المنسوق (وهو التابع المتوسط بينه وبين متبوعه أحد حروف العطف) فالتابع جنس يشمل جميع التوابع والمتوسط إلى آخره فصل أخرج ما عدا المحدود من التوابع واخرج نحو عندي مسجد أي ذهب فإن ما بعد حرف التفسير تابع لما قبله على أنه بيان أو بدل لا عطف نسق خلافا للكوفيين وسمى نسقا لأن ما بعد حرف العطف على نظم ما قبله في إعرابه ونسقه والنسق النظم يقال هذا على نسق هذا أي على نظمه (وحروف العطف على الأصح تسعة) بإسقاط أما الثانية في نحو فأما منا بعد وأما فداء الأول (الواو المطلق الجمع) من غير تقييد بقبلية أو مصاحبة أو بعدية وتستفاد القبلية والمصاحبة والبعدية بالظرف (نحو جاء زيد وعمرو قبله أو معه أو بعده) فإذا خلا من ذلك احتمل المعاني الثلاثة على السواء والثاني (والفاء للترتيب) والتعقيب (بحسب الحال نحو جاء زيد فعمر) وإذا كان عمر وجاء بعد مجيء زيد بلا مهلة ونحو (وتزوج زيد فولد له) إذا لم يكن بين التزوج والولادة الأمدة الحمل واعترض المعنى الأول بقوله تعالى: ﴿أهلكناها فجاءها بأسنا﴾ واجيب بأنه على تقدير الإرادة أي اردنا اهلاكها فجاءها بأسنا واعترض المعنى الثاني بقوله تعالى: ﴿والذي أخرج المرعى فجعله غثاء أحوى﴾ وأجيب بأنه على تقدير فضت مدة فجعله غثاء أحوى والثالث (وثم الترتيب والتراخي نحو جاء زيد ثم عمر) وإذا كان مجيء عمر وبعد مجيء زيد بمهملة واعترض المعنى الأول بقوله تعالى ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم واجيب بأنه على تقدير حذف مضاف والتقدير ولقد خلقنا اباءكم ثم صورنا اباءكم أي آدم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم واعترض المعنى الثاني بقول الشاعر:
كهز الردينى تحت العجاج ... جرى في الأنابيب ثم اضطرب
فإن الاضطراب يعقب الجرى بلا تراخ واجيب بأن ثم فيه نائبة عن الفاء والرابع (حتى للتدريج والغاية بحسب القوة والضعف) في المعطوف وقد اجتمعا في قوله:
قهرناكم حتى الكماة فأنتم ... تهابوننا حتى بنينا الاصاغرا
فالكماة جمع كمئ معطوف على الكاف والميم وهم في غاية القوة والبنين جمع ابن معطوف على نامن نهابوننا وهم في غاية القوة والبنين جمع ابن معطوف على نامن تهابوننا وهم في غاية الضعف لوصفهم بالصغر (أو بحسب
1 / 34