وفي توكيد جمع المؤنث (وجاءت الهندات أنفسهن أو أعينهن ويجيء) التوكيد (في الغرض الثاني) وهو الرافع ارادة الخصوص بما ظاهره العموم (في توكيد المثنى المذكر بكلا) في توكيد المثنى (المؤنث بكلتا) حال كون كلا وكلتا (مضافين إلى ضمير المؤكد) بفتح الكاف نحو (تقول جاء الزيدان كلاهما و) جاءت (والمرأتان كلتاهما) ويجيء في توكيد ماله اجزاء يصح وقوع بعضها موقعه (بكل) حال كونها (مضافة إلى ضمير المؤكد) بفتح الكاف (تقول) في المفرد المذكر (جاء الجيش كله و) في المؤنث جاءت (القبيلة كلها و) في اسم الجمع المذكر جاء (القوم كلهم) وفي اسم الجمع المؤنث جاءت (النساء كلهن فترفع بذكر كل وكلا وكلتا احتمال كون الجائي بعض المذكورين) وأنك عبرت بالكل عن البعض مجازا (إما لأنك لم تعتد بالمتخلف) عن المجيء (أو لأنك جعلت الفعل الواقع من البعض، كالواقع من الكل بناء على أنهم في حكم شخص واحد ويخلف كلا) في هذا الغرض (أجمع وجمعاء وأجمعون وجمع تقول جاء الجيش أجمع وجاءت القبيلة وجمعاء) وجاء (القوم أجمعون) وجاءت (النساء جمع قال الله تعالى: ﴿لأغوينهم أجمعين﴾ وأن شئت جمعت بين كل واجمع بشرط تقدم كل على أجمع) لأن أجمع كالتابع لكل في أفادة التقوية (فتقول جاء الجيش كله أجمع وكذا في الباقي) تقول جاءت القبيلة كلها جمعاء والقوم كلهم أجمعون والنساء كلهن جمع (كما في قال الله تعالى فسجد الملائكة كلهم أجمعون) والتوكيد يخالف النعت في أمور احدها أنه لا يتبع نكرة عند البصريين والثاني أن الفاظه لا يعطف بعضها على بعض والثالث أنه لا يقطع عن متبوعه بخلاف النعت فيهن والثالث من التوابع (العطف) وهو ضربان عطف بيان وعطف نسق فعطف (البيان) أي المبين (هو التابع الجامد الذي جيء به لإيضاح متبوعه) في المعارف (كأقسم بالله أبو حفص عمر) فعمر عطف بيان على أبي حفص أو لتخصيصه في النكرات (نحو من ماء صديد) فصديد عطف بيان على ماء ويوافق النعت في الإيضاح والتخصيص وفي أنه يتبع ما قبله في أربعة من عشرة واحد من الرفع والنصب والجر وواحد من الأفراد والتثنية والجمع وواحد من التعريف والتنكير وواحد من التذكير والتأنيث ويفارق النعت في الجمود المحض
1 / 33