244

أولا فهما المتضادان والثاني إما ان يكون العدمي فيه عدما للوجودي من موضوع قابل فهما العدم والملكة أولا فهما الايجاب والسلب فالضدان امران وجوديان يتعاقبان على موضوع واحد أو محل واحد على الخلاف ولا يجتمعان وبينهما غاية الخلاف ويكونان داخلين تحت جنس قريب فهو تعالى لا ضد له لأنه ليس أمرا وجوديا لأنه صرف الوجود ولا مهية له فليس هو ذات له الوجود ولا موضوع ولا محل له ولا جنس له ولا غاية البعد له مع شئ لأنه أقرب من نفس الشئ إلى الشئ وأيضا الضدية ونحوها من صفات شيئية المهية وهو شيئية الوجود بحقيقة الشيئية والضد قد يطلق على مطلق ممانع الشئ ومعلوم انه لا ضد له بهذا المعنى أيضا يا من هو فرد بلا ند الفردية فيه تعالى الواحدية بالوحدة الحقة التي معناها انه لا ثاني له في الوجود لا ان الفردية فيه عدم الزوجية عما من شانه ان يكون زوجا لامتناع الزوجية عليه والند بالكسر المثل ونقل عن الكشاف انه المثل المخالف المنادى ولعله لكونه من ندا البعير ينداى شرد ونفر وقال بعض أهل اللغة الند مثل الشئ الذي يضاده في أموره أقول ولذلك يقال كل ند ضد وكل ضد ند أي في الضدية لان الضدية من الإضافات المتشابهة الأطراف كالاخوة ويمكن ان يكون الند ضدا بمعنى الممانع للشئ يا من هو صمد بلا عيب لأنه لما كان الصمد هو السيد المصمود إليه في طلب الأمور والغنى المطلق المقصود في دفع الحوايج أو الذي لا جوف له كما مر في مقابل الممكن الأجوف الناقص المعتل لزمه ان يكون بلا عيب إذ العيب إما بالنقص في جوهر الذات واما بالنقص في صفة من الصفات وهو بسيط الحقيقة جامع كل الكمالات والخيرات يا من هو وتر بلا كيف الوتر الفرد ولما كانت الفردية والزوجية من الكيفيات المختصة بالكميات استدرك في الاسم الشريف بنفي الكيفية وهذا كقولهم هو تعالى واحد لا بالوحدة العددية كيف والكيف مخلوق والله تعالى خلو عن خلقه وهو عرض والله تعالى لا عرض ولا محل العرض برئ عن المعاني والأحوال يا من هو قاض بلا حيف أي قاضى عدل بلا ميل وجور في حكمه يا من هو رب بلا وزير لان وزير الملك من يحمل أوزاره وثقله ويعينه برايه وهو تعالى من تمامية العلم والقدرة بحيث لا يدرك الواصف المطري خصايصه وان يكن بالغا في كل ما وصفا يا من هو عزيز بلا ذل يا من هو غنى بلا فقر يا من هو ملك بلا عزل لان كل عزيز وغنى وملك مستعيرون ومستودعون من

صفحہ 244