135

بل كلها فيه تعالى بمعنى لايق بجنابه فاللطافة ونظايرها في كل بحسبه ففي المجردات تجردها على مراتبها يا أجمل من كل جميل لان كل جمال وكمال رشح وفيض من بحر جماله وكماله يا أعز من كل عزيز سبحانك الخ يا كريم الصفح مصدر صفح عنه كمنع أي عفا يا عظيم المن يا كثير الخير أي غير متناهي الخير بل هو وراء الغير المتناهى في الخير عدة ومدة وشدة وغير المتناهي أيضا كثير والمراد إما الخير الذاتي أي كثير الحسن والبهاء واما الخير الموصل إلى الغير أي كثير النفع للغير يا قديم الفضل والمتفضل عليه حادث يا دائم اللطف والملطف به داثر وزايل يا لطيف الصنع أي دقيق الصنع لا يعلم خفاياه ومزاياه كما هو حقه الا هو يا منفس الكرب يا كاشف الضر يا مالك الملك أي والى ملك الوجود بقضه وقضيضه يا قاضى الحق لا جور في مشيته ولاظلم في سبحانه سبحانك الخ يا من هو في عهده وفى فإنه سبحانه عاهد معنا يوم الست بربكم ان يكون ربنا ومولانا ونكون نحن عبيده ونحن نكثنا هذا العهد وصرنا عبدة الطاغوت وهو اوفى بما عهد مع خلفنا وعده فكيف إذا صدقنا في الوعد وعهد إلينا ان من تقرب إلى شبرا تقربت إليه ذراعا وقد اوفى بما عهد ولم يبعد عنا تكوينا مع مباعدتنا عنه تشريعا الا انهم في مرية من لقاء ربهم الا انه بكل شئ محيط فيكف إذا تقربنا إليه تشريعا العبودية جوهرة كنهها الربوبية وعهد إلينا ان من يفنى عن نفسه يبقى به اقتلوا أنفسكم فتوبوا إلى بارئكم ونحن لم نف ولم نفن وهو اوفى بما عهد وبقينا به هو الأول والاخر والظاهر والباطن فكيف إذا فنينا من أنفسنا من كان لله كان الله له من قتلته فعلى ديته ومن على ديته فانا ديته وهكذا له سبحانه معنا معاهدات وايفاءات ولنا نقوض واخلافات يا من هو في وفائه قوى يعنى انه مع كونه وفيا بعهده ليس في وفائه وهي ورخاوة بل وثاقة ومتانة يا من هو في قوته على أي قوة وفائه في أعلى المراتب أو قوته المطلقة وقدرته على الاطلاق في أعلى الأنحاء يا من هو في علوه قريب يعنى انه في عين كونه في أعلى مقام غيب غيوبه قريب إلى أدنى الأداني وعرشه محيط بالفرش لا كالعالي الجسماني حيث يخلو منه الداني يا من هو في قربه لطيف لان قربه ليس كالقرب في الجسمانيات فان هذا قرب شئ بشئ وذلك قرب شئ بفيئ وفى هذا كل من القريبين خال عن الأخر وفى ذلك وإن كان لاحد القريبين شأن ليس للاخر ذلك

صفحہ 135