283

شرح انفاس روحانیہ

اصناف

============================================================

شرح الأنفاس الروحانية بالبودية.

قوله: "الارادة عبادة مع الجفاء" يعني عبادة مع المشقة وتحمل الأذية، والثقل الذي فيها ليسأل بها ثواب الجنة، ويحتمل قوله عبادة مع الجفاء، أي مع التقصير والإخلال في العبادة، أي مع التوبة مع التقصير و الإخلال في العبادة أي: مع التوبة مع التقصير في التوبة.

قوله: "والمنية تحريك بالخطأ" يعني إرادة المنايا وطلبها حركة وهى خطا وغرور، وقال النوري "اهمة نية السر إلى شيء، والارادة نية القلب إلى شيء" يعي بالسر هنا الحخفي، وهو الروح الذي هو قلب السر على ما عرفت من قبل، ويحتمل آنه يريد بنية السر إرادة السر، وأنه قريب إلى عالم الحقيقة، فعموم إرادته يكون إرادة الله، ولو قال: "الهمة نية الخفى" كان أولى لأن كل نظر الخفي إلى عالم الحق، والحقيقة ولا ينظر إلى عالم الدنيا، ولا إلى النفس تفهم إن شاء الله وحده.

قال ابن عطاء: "اهمة لا تنزل من العرش، والإرادة لا تنزل من الآخرة والمنية لا تخرج من الدنيا" هذا كما قال الشبلي: "الهمة الله" معناه: الهمة إرادة الله وحده لا شريك له لا تنزل عنه يحبه ويريده أبد دائما و الإرادة إرادة الآخرة يريدها ويحبها و لا يزول عنها، والمنية إرادة الدنيا لا يرتفع عنها.

قال رويم رحمة الله عليه: "الهمة لا تسكن ألا بالمحبة، والإرادة لا تسكن بالمحبة والمنية صاحب سعة" يعني أن صاحب اهمة يرتقي في الحق دائما ولا يسكن الا بالمحية، وعندي أن الأمور على العكس، فإن صاحب الهمة لا يسكن الا بالحق ويرتقي داتما، فلو انضمت المحبة إلى الهمة كانت الهمة أسرع في الطلب وأعجل في الارتقاء حتى يصل إلى المقصود، فإذا وصل إلى المقصود الأعلى سكن لضرورة الحيرة: قوله: "الإرادة لا تسكن بالمحبة" يعني صاحب الإرادة لا يسكن بالمحية؛ لأنه يميل إرادته إلى الآخرة فطالب الآخرة لا يكفيه إرادة الآخرة ولا محبتها يعنيه بر جوعه، بل يحمله على الطلب ما دام حيا.

أو نقول: المريد لا يسكن بمحبة الله تعالى حتى يصل إلى المحبوب، ذكر الارادة وأراد بها المريد بخلاف صاحب الهمة فإنه مراد وليس بمريده و ارتقاؤه مريده و محبه فلا يخليه يسكن حتى يحب محبه الذى يحركه فافهم

صفحہ 283