124

شرح انفاس روحانیہ

اصناف

============================================================

شرح الأنفاس الروحانية بشدائد الدنيا، ومشاق الطريق فذلك الفرح والطمأنينة ثمرة اليقين المتفرع من التوكل عليه فهو النفس بالربوبية.

قوله: "ونفس بالرب" يعني فناء النفس، والعقل، والفرح، والسرور، والتوكل، وكل شييء من صفات العبد عند ذلك يكون النفس بالرب وحده لفوات الكل سواه وهذا النفس لا يكون له ولا عليه كقوله : "سبحانى"((1، وقول الآخر: "أنا الحق"(2).

(1) وتمام العبارة: "سبحاني سبحاني ما أعظم شاني".

قال الشيخ أبو النصر السراج رحمه الله: وقد قصدت بسطام فسألت جماعة من أهل بيت أبي يزيد عن هذه الحكاية فأنكروا ذلك، وعلى تقدير صحة ذلك، فنقول: قوله سبحان سبحان على معنى الحكاية عن الله أنه يقول: سبحاني سبحاني لأنا لو سمعنا رجل يقول: لا إله إلا أنا فاعبدني، لا يختلج في قلوبنا شيء غير أنا نعلم أنه هو ذا يقرأ القرآن، أو هو يصف الله بما وصف به نفسه، وكذلك لو سمعنا داثما آبا يزيد وغيره وهو يقول: سبحاني سبحاني، لم نشك آنه يسبح الله به باوصف به نفه وكذا قال: الشيخ شهاب الدين السهروردي في العوارف: وما يحكى عن ابي يزيد قوله: سبحاني حاشا لله ان يعتقد في أبي يزيد أنه يقول ذلك إلا على معنى الحكاية عن الله تعالى.

قال: وهكذا ينبغي أن يعتقد في الحلاج قوله أنا الحق.

قيل لأبي القاسم الجنيد قدس الله روحه إن أبا يزيد يسرف في الكلام، وقال: وما بلغكم عن إسرافه في كلامه؟ قيل يقول: "سبحاني سبحاني ما أعظم شأني" . فقال الجنيد: ان الرجل مستهلك في شهود الإجلال، فنطق بما استهلكه لذهوله في الحق عن رؤيته إياه فلم يشهد إلا الحق تعالى فنعته، فنطق به ولم يكن من علم ما سواه ولا من التعبير عنه ضنا من الحق به، ألم تسمعوا مجنون بني عامر لما سثل عن اسم نفسه؟ فقال: ليلى، فتطق بنفه ولم يكن من شهوده إياه فيه، وقيل له: من انت؟ . قال: أنا من ليلى ومن ليلى أنا.

(2) قلت: يشير المصنف بقوله الآخر، الشيخ الحلاج، وقد اختلف القوم فيه كالاختلاف في المسيح اللخة والتمس حامد بن العباس الوزير من الخليفة المقتدر تسليمه إليه، فكان يخرجه في مجلسه ويستنطقه، فلا يظهر منه ما يخالف الشريعة، وحامد مجد في أمر ليقتله حسدا وبفيا وعدوانا لأولياء الله تعالى، ثم إنه

صفحہ 124