105

شرح انفاس روحانیہ

اصناف

============================================================

شرح الأنفاس الروحانية باب صفة الهرب اعلم أن الهرب في اللغة هو الفرار عن المكروه، وفي الطريق هو الفتور أي: الضعف عن السير والترقي: وفي الحقيقة هو الالتفات إلى غير الحق، وأما التوفيق على غير الحق انقطاع

ذكر في الباب حكاية قال: "كان ذو النون يحدث يوما في علم التجريد والناس يبكون ورجل يضحك، فقال ذو النون: اسكت ضحكك آي: اسكت عن ضحكك، فقال: صم حتى أسكت، فأراد ذو النون أن يأخذه، فطار إلى السماء، فقال ذو النون: ما كان فرحه إلأ من حزن باطنه، وما بكاؤكم إلا من أنفسكم، قالواة وكان الطائر إبراهيم الخواص".

قوله: لاضم حتى أسكت" يعتي: اصمت أنت حتى أسكت أنا، فإن ضحكي عن كلامك ظاهر، وبكائي عنه باطن أبكى وأضحك فرحا وحزتا بما أسمع، ولما أسمع وانما أورد هذه الحكاية بهذه الإشارة إلى أن طيرانه كان هربا وتنفسا إلى غير حق، من حيث أن فيه دعوى الكرامة معنى بمحضر جمع، وهذا التفات إلى غير الحق، وعمل بطيب قلبه، وإرادة نفسه، ولأنه كان ضحكه تنفتا من حزن باطنه تفهم إن شاء الله وحده.

وقال ذو النون: سموا الأبراب، لأنهم عرفوا الله، وعرفوا أحديته، وعرفوا المقام بيابه.

قوله: "اعرفوا المقام ببابه" يعني عرفوا غوامض الهرب، واحترزوا عنها

صفحہ 105