Sharh Al-Tadmuriyyah - Al-Khamees
شرح التدمرية - الخميس
ناشر
دار أطلس الخضراء
ایڈیشن نمبر
١٤٢٥هـ/٢٠٠٤م
اصناف
١١ - معنى قول شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀: "ولكنهم من أهل المجهولات المشبهة بالمعقولات":
معناه: أن هؤلاء المعطلة بسبب تعطيلهم. ليسوا أصحاب العقول والعلوم والأدلة والبراهين المعلومة، بل هم أصحاب الأمور الجهلية المجهولة، التي لا تزيدهم إلا جهلًا على جهل وعمى على عمى وضلالًا على ضلال وظلمات على ظلمات، وهي شبهات وليست أدلة ولكن هذه الشبهات المجهولة اشتبهت عليهم فظنوها أدلة قطعية وبراهين قوية، مع أنها مكسورة وشبهات محضة.
١٢ - معنى كلام شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀ "والحادث ممكن ليس بواجب ولا ممتنع":
أقول: الحادث في الاصطلاح العام للمناطقة والمتكلمين ما وجد بعد أن لم يكن، فهو مرادف للمخلوق.
وقد يطلق "الحادث" ويراد به المتجدد - فيكون أعم من المخلوق.
فالحادث على هذا قد يكون مخلوقًا كالحوادث اليومية في الكون وكذا الكون نفسه، وقد لا يكون مخلوقًا مع كونه متجددًا؛ نحو قوله تعالى: ﴿مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَث﴾ [الأنبياء: ٢] .
فالذكر المحدث هو القرآن.
وهو غير مخلوق وإن كان متجددًا.
والمراد من "الحادث" في كلام الشيخ هو المعنى الأول وهو المخلوق. و"الممكن" ما استوى طرفاه أي وجوده وعدمه، أي وجوده وعدمه غير ضروري.
فالممكن إذا ترجح جانب وجوده فالله تعالى يخلقه ويوجده بعد أن لم يكن.
و"الواجب" ما كان وجوده ضرورة، فإن وجود الله واجب أي ضروري
1 / 123