Sharh Al-Tadmuriyyah - Al-Khamees
شرح التدمرية - الخميس
ناشر
دار أطلس الخضراء
ایڈیشن نمبر
١٤٢٥هـ/٢٠٠٤م
اصناف
وقال الجزي: "قد اتفقت الأئمة على أن الصفات لا تؤخذ إلا توقيفًا، وكذلك شرحها لا يجوز إلا بتوقيف، ولا يجوز أن يوصف الله سبحانه إلا بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله ﵊"١.
وذلك لأن الإيمان بصفات الله وأسمائه من الإيمان بالغيب، ولا يمكن معرفة الغيب إلا عن طريق الرسل الذين يبلغون وحي الله.
ج - إثباتهم للصفات إثبات وجود معلوم المعنى مجهول الكيفية:
سُئل الإمام مالك عن قول الله تعالى: ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾ [طه: ٥] كيف استوى؟ قال: "الاستواء معلوم والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة"٢.
فبيَّن أن الاستواء معلوم المعنى، مجهول الكيفية، وهكذا بقية الصفات، يقال فيها ما قيل في الاستواء.
قال أبو سليمان الخطابي: "فإذا كان معلومًا أن إثبات البارئ ﷾، هو إثبات وجود، لا إثبات كيفية، فكذلك إثبات صفاته، إنما هو إثبات وجود، لا إثبات تحديد وتكييف"٣.
وقال الحافظ أبو القاسم التميمي: "وإثبات الذات إثبات وجود لا إثبات كيفية، فكذلك إثبات الصفات ... وعلى هذا مضى السلف كلهم"٤.
وقال السجزي: "إن الله تعالى إذا وصف نفسه هي معقولة عند العرب والخطاب ورد عليهم بما يتعارفون بينهم، ولم يبيّن سبحانه أنها بخلاف ما يعقلونه، ولا فسّرها النبي ﷺ بتفسير يخالف الظاهر فهي على ما يعقلونه"٥.
_________
١ كتاب الحرف والصوت (ص١٣٩) .
٢ أخرجه الصابوني في عقيدة السلف أصحاب الحديث (ص١٧ـ١٨) .
٣ الأربعين في صفات رب العالمين (ص١١٧)، والعلو (ص١٧٣) كلاهما للذهبي.
٤ الحجة في بيان المحجة (ص٣٤) .
٥ الحرف والصوت (ص١٨٣) وانظر أصول الدين عند الإمام أبي حنيفة (ص٢٨٨ـ٢٩.) .
1 / 73