Sharh Al-Qawa'id Al-Sab' Min Al-Tadmuriyyah
شرح القواعد السبع من التدمرية
اصناف
معنى التكييف في صفات الله
قال ﵀: (إثبات ما أثبته من الصفات من غير تكييف):
المقصود بالتكييف: هو حكاية كيفية الصفة، وقد نفى المصنف هنا التكييف، أي: أن يُحكى عن صفة من صفات الله أن لها كيفية من الكيفيات، فيقال مثلًا: إن كيفية هذه الصفة -كالنزول، أو الإتيان، أو غيرها من الصفات- كذا وكذا.
فالمصنف يذكر أن طريقتهم -أي: الصحابة ومن اتبعهم بإحسان- إثبات الصفات من غير تكييف.
وهذا النفي للتكييف نفي علم وليس نفي وجود، وإلا فإن صفات الله وأفعاله ﷾ لها كيفية؛ كنزوله، وإتيانه ﷾، واستوائه على العرش، وغيرها من الصفات، هذه لها كيفيات؛ ولكنه ﷾ لا يحاط به علمًا؛ ولذلك قال الإمام مالك وغيره من السلف والأئمة: "الاستواء معلوم، والكيف مجهول"، وفي رواية عن مالك قال: "الاستواء معلوم، والكيف غير معقول".
فقوله: (والكيف غير معقول) أي: أن العقل البشري يمتنع عليه أن يحيط علمًا بكيفية صفة من الصفات، فإن الله ﷾ لا يحاط به علمًا.
فالنفي هنا نفي علم، وليس من باب نفي الوجود.
4 / 4