Sharh Al-Muwatta - Abdul Karim Al-Khudair
شرح الموطأ - عبد الكريم الخضير
اصناف
عشاء، وإذا تعيشت لا تنتظر الفطور وهكذا، همنا في الأكل، والله المستعان.
إذا تصورنا بيت عائشة على ما ذكر فمقتضى كلامها أن النبي ﵊ كان يصلي العصر والشمس في حجرتها، أنها بقدر إذا قلنا: إن الجدار طول قامة، والمساحة قريبة منه، فإذا كانت في حجرتها في الأرض بمعنى أن ظل الشيء مثله، أو بعده قليلًا، أطول منه قليلًا، فكان يصلي على هذا الصلاة في أول وقتها، صلاة العصر.
"وعن مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار أنه قال: "جاء رجل إلى رسول الله ﷺ فسأله عن وقت صلاة الصبح، قال: فسكت عنه رسول الله ﷺ، حتى إذا كان من الغد صلى الصبح حين طلع الفجر، ثم صلى الصبح من الغد بعد أن أسفر، ثم قال: «أين السائل عن وقت الصلاة؟» قال: هاأنذا يا رسول الله، فقال: «ما بين هذين وقت» ".
الحديث يرويه الإمام مالك عن زيد بن أسلم، وهو ثقة عالم، عن عطاء بن يسار ثقة أيضًا إلا أنه لم يدرك النبي ﵊ فالخبر مرسل.
"عن عطاء بن يسار قال: جاء رجل إلى رسول الله ﷺ فسأله عن وقت صلاة الصبح" الخبر مرسل والمرسل يحتج به الإمام مالك ﵀، حجة عند الإمام مالك، وكذا أبو حنيفة، يقول الحافظ العراقي -رحمه الله تعالى-:
واحتج مالك كذا النعمانُ ... به وتابعوهما ودانوا
يحتجون بالمرسل، لكن الجمهور على رد المراسيل.
ورده جماهر النقادِ ... للجهل بالساقط في الإسنادِ
على كل حال الحديث مروي موصول عن أنس عند النسائي وغيره، بإسناد صحيح، بإسناد صحيح، فالخبر صحيح، والخبر إذا روي مرسلًا وروي موصولًا فيه ما يسمى بتعارض الوصل مع الإرسال، وهل يعل الموصول بالمرسل أو يعضد به؟ نعم، أو لا يحكم بحكم عام؟ بل منه ما يعل به ومنه ما يعضد به، نعم.
1 / 20