شرح الجامع الصحيح
شرح الجامع الصحيح
اصناف
الباب الرابع عشر في الطهارة والاستجمار .
قوله: «في الطهارة والاستجمار»: أما الطهارة: فهي النقاء من الدنس والنجس، وهو طاهر العرض أي بريء من العيب، ومنه قيل للحالة المناقضة للحيض: طهر، والجمع أطهار، واستعملها الشرع في مواضع منها: إزالة الأذى، ومنها إزالة الحدث، وهي الطهارة الصغرى، ومنها الغسل من الجنابة والحيض، وهي الطهارة الكبرى، وأراد بها المرتب رحمة الله عليه الأحوال التي تحصل لمستعمل الأدب في قضاء الحاجة، فإن الآخذ بالآداب المذكورة في الباب، لا يتلوث بالنجاسة الحسية وهي الخبث، ولا المعنوية وهي الإثم.
وأما «الاستجمار»: فهو قلع النجاسة بالجمرات والجمار، وهي الحجارة الصغيرة يقال استجمر الانسان إذا فعل ذلك، وفي بعض النسخ باب في الطهارة بالاستجمار، وعليه فيكون قد ترجم على بعض أحاديث الباب، وسكت عن بعض.
ما جاء في النهي عن استقبال القبلة واستدبارها لبول أو غائط.
قوله: «عن جابر بن عبد الله»: بن عمرو بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي، وقيل في نسبته غير هذا، وهذا أشهر، وأمه نسيبة بنت عقبة بن عدي بن سنان بن نابى بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم، تجتمع هي وأبوه في حرام، وكنيته <1/133> أبو عبد الله وقيل: أبو عبد الرحمن، والأول أصح. شهد العقبة الثانية مع أبيه، وهو صبي، وقال بعضهم: شهد بدرا، وقيل: لم يشهدها، وكذلك غزوة أحد، وعن أبي الزبير أنه سمع جابرا يقول: غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع عشرة غزوة، قال جابر: لم أشهد بدرا ولا أحدا، منعني أبي، فلما قتل يوم أحد لم أتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة قط، وقيل: شهد مع النبيء صلى الله عليه وسلم ثمان عشرة غزوة، وشهد صفين مع علي بن أبي طالب، وعمي في آخر عمره، وتوفي: سنة أربع وسبعين، وقيل: سنة سبع وسبعين، وصلى عليه أبان بن عثمان، وكان أمير المدينة، وكان عمر جابر أربعا وتسعين سنة.
صفحہ 156