شرح الجامع الصحيح
شرح الجامع الصحيح
اصناف
قوله: «رأس الكفر نحو المشرق»: المراد برأس الكفر معظمه وشدته، وقيل في ذلك: إشارة إلى شدة كفر المجوس، لأن مملكة الفرس ومن أطاعهم من العرب كانت من جهة المشرق بالنسبة إلى المدينة، وكانوا في غاية القوة والتكبر والتجبر، حتى مزق ملكهم كتاب النبي صلى الله عليه وسلم، واستمرت الفتن من قبل المشرق، وقيل يحتمل أن يريد فارسا وأن يريد أهل نجد.
وقوله: «نحو المشرق»: (بنصب نحو لأنه ظرف وهو خير المبتدأ)، نحو زيد خلفك.
قوله: «والفخر »: هو ادعاء العظمة والكبر والشرف، ومنه ينشأ الإعجاب بالنفس والخيلاء (بضم المعجمة وفتح التحتية والمد، وقيل: بضم المعجمة وكسرها أيضا) هو <1/113>الكبر والإعجاب بالنفس معا، وإنما كان الفخر والخيلاء في هؤلاء لأنهما أعز شيء عند العرب، فمن ثم قال المتنبي:
أعز مكان في الدنا سرج سابح وخير جليس في الزمان كتاب.
قوله: «والجهل في الفدادين»: (بتشديد الدال، جمع فداد) وهو: من يعلو صوته في إبله وخيله وحرثه ونحو ذلك، والمراد به في الحديث: رعاة الإبل لقوله:«أهل الوبر»، وإنما كان الجهل في هؤلاء لأن همتهم رعي ماشيتهم، فهم لا يدرون ما الكتاب ولا الإيمان، والفخر والخيلاء في من قبلهم، لأنهم أصحاب الخيل والإبل، وهم أهل التصرف فيها والمختصون بركوبها.
قوله: «أهل الوبر»: بفتحتين عبارة عن البدو، لأنهم المختصون بذلك دون غيرهم، ويعبر عن الحضر بأهل المدر، لأنهم مختصون به بناء وحرثا،(وأصل الوبر شعر الإبل، والمدر: الطين).
صفحہ 130