شرح الجامع الصحيح
شرح الجامع الصحيح
اصناف
قوله:«وغلظ القلوب» أي قساوتها، وهو بكسر المعجمة وفتح اللام و (الفدادين) بالتشديد، هم الذين تعلو أصواتهم في حروثهم ومواشيهم، والمراد به في الحديث أصحاب الماشية، كما يدل عليه قوله: «عند أصول أذناب الإبل» وهو كناية عن التوحش الفاحش ووجه ذلك أن الرعاة تتبع الإبل، فهم في غالب أحوالهم يقابلون أصول أذنابهم، وهي المواضع التي نبت فيها الذنب.
قوله:«قرنا الشيطان ربيعة ومضر» هما قبيلتان عظيمتان في العرب سميتا باسم أبويهما، وهما أخوان، وهما ولدا نزار بن معد بن عدنان، سماها صلى الله عليه وسلم قرني الشيطان، لأنهما صارتا جندين للشيطان ومالتا مع الباطل في الفتنة، فأكثرهم قد أفتتن بالفتنة الطامة العامة والعياذ بالله تعالى، وقل الناجي، وقرنا الشيطان: قيل: جانبا رأسه، وقيل: هما جمعاه اللذان يغريهما بإضلال الناس، وقيل: شيعتاه من الكفار وهذا أظهر في معنى هذه الرواية، وفي بعض نسخ المسند: حيث يطلع قرن الشيطان بين ربيعة ومضر، وفي بعضها حيث يطلع قرنا الشيطان بين ربيعة ومضر، وفي صحيح مسلم حيث يطلع قرنا الشيطان في ربيعة ومضر، ورواية الأصل أظهر في المراد، وهي مفسرة لقرني الشيطان أنهما ربيعة ومضر.
الباب العاشر:
في ذكر الشرك والكفر
ذكر هذا الباب عقب باب الإيمان والإسلام إشارة تناقضهما، فالشرك مناقض للإيمان الذي هو بمعنى التصديق، والكفر مناقض للإسلام وذلك أن الكفر في اصطلاحنا <1/102> يتناول الشرك وسائر الكبائر ونخص ما عدا الشرك من الكبائر بكفر النعمة.
ما جاء في إحباط العمل بالشرك.
صفحہ 114