Sharh al-Aqidah al-Wasitiyyah by Khalid al-Muslih

Khaled Al-Musleh d. Unknown
103

Sharh al-Aqidah al-Wasitiyyah by Khalid al-Muslih

شرح العقيدة الواسطية لخالد المصلح

اصناف

أسماء الله وصفاته في سنة النبي ﷺ قال ﵀: [فصل ثم في سنة رسول الله ﷺ، فالسنة تفسر القرآن، وتبينه، وتدل عليه، وتعبر عنه، وما وصف الرسول ﷺ به ربه ﷿ من الأحاديث الصحاح التي تلقاها أهل المعرفة بالقبول وجب الإيمان بها كذلك] . فهذا هو الفصل الذي اختصه المؤلف ﵀ بذكر الأحاديث التي فيها إثبات الصفات لله ﷾، وقد تقدم في أول هذه الرسالة أن أهل السنة والجماعة يثبتون ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله، وما أثبته لنفسه هو ما تضمنه كتابه المجيد، وما أثبته له رسوله هو ما تضمنته السنة من الأحاديث الكثيرة، التي بينت وفصلت ووضحت صفات الله جل وعلا، فالسنة تفسر القرآن، وتفسيرها للقرآن بتوضيح معانيه، وكشف المراد منه، فإن الله ﷾ أنزل هذا الكتاب المبين على النبي محمد ﷺ، وجعل بيان ما تضمنه الكتاب إليه ﵌، فبيان القرآن في الأحكام والأخبار راجع إلى رسول الله ﷺ: ﴿وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ﴾ [النحل:٤٤]، والذكر: هو الذكر الحكيم وكتاب الله المبين، فأنزله الله ﷾ على رسوله ليبينه للناس. والذكر الحكيم والكتاب المبين اشتمل على الأحكام والأخبار، وبيان النبي ﷺ كان للأمرين الأحكام والأخبار. فالسنة تفسر القرآن، وتكشف معانيه وتبينه، وتدل عليه وتعبر عنه، فهذا ما أجمع عليه سلف الأمة، وهذا ما تميز به أهل السنة والجماعة عن غيرهم من الفرق والطوائف، فإن الفرق افترقت في دلالة السنة على ما وصف الله به نفسه، فمنهم من لم يقبل من السنة شيئًا، واقتصر على إثبات ما دل عليه الكتاب. ومنهم من قبل شيئًا، ورد شيئًا كالصفات الواردة في أحاديث الآحاد. ومنهم من تسلط بالتحريف والتأويل الباطل المذموم على الكتاب والسنة. وأهل السنة والجماعة جروا في الكتاب وفي السنة على سنة واضحة، وطريقة ثابتة، وهي: إثبات ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله ﷺ من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل. قال ﵀: (وما وصف الرسول به ربه ﷿ من الأحاديث الصحاح التي تلقاها أهل المعرفة بالقبول وجب الإيمان بها كذلك) ولا إشكال في أنه يجب الإيمان بما صح مما أخبر به النبي ﷺ عن الله ﷿؛ لأنه خبر صدق، وخبر من لا ينطق عن الهوى، فوجب الإيمان به والتسليم له، وقد قال النبي ﷺ: (ألا وإني أوتيت القرآن ومثله معه) فأوتي النبي ﷺ القرآن ومثله وهو السنة، وهي الحكمة التي أوتيها النبي ﷺ. لكن مما تفترق به السنة عن القرآن أنه لابد في السنة من النظر إلى طريق الثبوت؛ ولذلك قال ﵀: (وما وصف الرسول ﷺ به ربه ﷿ من الأحاديث الصحاح التي تلقاها أهل المعرفة بالقبول) . فلابد فيما وصف به النبي ﷺ ربه أن ينظر في سند ذلك، فإن صح السند فإنها مقبولة، وإن كان السند مردودًا لضعف أو نحوه فإنه لا يثبت به حكم ولا خبر، والخبر حكم في الحقيقة؛ لأنك تحكم بأن الله ﷾ متصف بكذا، أو لم يتصف بكذا، فالباب واحد. فلابد من النظر في سند ما ورد، فإن صح السند قبل، وإن لم يصح السند فهو مردود.

11 / 4