قال المفسر: إن أردنا معرفة ما قال أبقراط في هذا الفصل فينبغي أن نقول ما السريع وما البغتة وما البطيء وما الرويد. فنقول إن السرعة والبغتة والبطء والرويد في الهذا الفصل إن/ا قيل في طبخ الطعام ونضجه في الجسد، وإن النضج السريع يكون إذا تأودت الطبيعة الطعام ساعة يرد المعدة لتهضم الطعام الأول [P64] فالأول منه قبل أن يجتمع، وإن النضج بغتة يكون إذا أمهلت الطبيعة الطعام يجتمع بعضه إلى بعض قبل أن تحركه ثم تتأوده بغتة فتمشيه (319) وتنضجه، وإن (320) النضج البطيء يكون من بعد لبث الطعام طويلا منذ ورد المعدة. وأما النضج رويدا من أول ما يرد الطعام المعدة قليلا قليلا فلا مكاثرة كما يفعل النضج بغتة. فمن أراد أن يعرف أصناف النضج حتى لا يخطئه عملها فلينظر فيما برز من ثفل الطعام. فإن عجل برازه عرفنا أن نضجه كان سريعا، وإن أبطأ برازه فقد أبطأ النضج، وإن كان برز الثفل قليلا قليلا فكذلك كان النضج رويدا وكذلك برز الثفل رويدا، وإن برز الثفل كله بمرة دل على أن النضج كان بغتة. وينبغي أن نعرف أنمه ربما برز ثفل الطعام سريعا من غير نضج لأن قوة المعدة الماسكة تضعف فيهبط الطعام إلى الأعفاج B ويبرز سريعا غير نضج. وربما (321) أكثر على المعدة من الطعام فثقل عليها فلم تقو على حبسه فينحدر إلى الأعفاج ويبرز سريعا ويكون الطعام قد بل تمرى (؟) وما أشبههما (322) بسيل البطن فيبرز الطعام سريعا عن غير نضج. ويعرف أيضا أنه ربما جاء إبطاء بمرار ثفل الطعام من غير بطء النضج ولا ضعف من قوة الطبيعة إما من قلة الطعام وإما من قبل قلة ما يفضل عن الجسد. ونقول إنه [P65] لا يكسر قول أبقراط بشيء (323) من هذه الصنوف التي تسرع البروز وتطبئ به لأن أبقراط إنما تكلم بهذا القول على صحة قوى الطبيعة والطعام المقتدر في كثرته وقوته. وإن أردنا أن نقطع كلام في ذلك كله قلنا إن الذي يبرز من فضل الطعام يفضل ذلك كله ويتبين صوابه من خطائه لأن الثفل إن خرج مطبوخا بعد النضج في الجوف كان دليلا على صدق ما قال أبقراط وما فسرناه. وإن برز قيئا لم ينضج فهو دليل على أنه قد أتى من بعض الوجوه التي تبرزه سريعا قبل النضج أو تبطئ به. وينبغي أن نعرف أن الخمر الممزوج سريع النضج سريع البروز وما لطف من الطعام كذلك مثل ماء الشعير وشبيهه وأن الطعام الجاسي الغليظ بطيء النضج والنضج طويل التواء في الجوف.
ii. 19 التعليم الحادي عشر
[فصل]
[aphorism]
قال أبقراط: في الأمراض الحادة ليس بشيء من تقدمة القول ثقة لا لبرء ولا لموت.
[commentary]
صفحہ 27