قال المفسر: في هذا القضاء علامات غير واحدة ينبغي أن نفحص (275) عن تفسيرها فحصا شافيا ليعلم الطبيب علم المريض. فنقول إنه ينبغي (276) للطبيب إذا دخل على المريض أن يبدأ فيعرف حال المرض إن كان مهلكا أو سليما. فإن كان مهلكا لم يطلب الفحص عن شيء من أمره، وإن كان سليما A فينبغي أن يعرف إن (277) كان يتفرج أو لا يتفرج. ويعلم إن كان المريض شابا والحمى غالبة (278) وجزء السنة قيظا فعامة ذلك يتفرج، وإن كان خلاف ذلك وكان المريض مكتهلا والحمى فاترة وجزء السنة الشتاء فعامة ذلك لا يتفرج. فإذا عرف أن المريض يتفرج فينبغي له أن يعرف متى يتفرج. ويعلم أنه إن أصاب المريض قبل حدة الحمى [المرض] (279) قلق وكربة أن المريض يتفرج من غد. وحق له أن يصيبه كربة وغم قبل التفرج لأن الطبيعة عند ذلك تجاهد المرض لتنضجه (280) وترق غلظ الكيموسات وتخثر رقيقها وتغسل (281) لزجها بالطبخ. [until here] فإن قال قائل: ما بال أبقراط قال إن الليلة التي قبل حدة المرض تثقل على المريض [P57] للتفريج (282) أما (283) يكون التفريج نهارا، قلنا: نعم ما قال إن الليل (284) أغم على المريض وأثقل به لثلاثة أسباب: أحدها لا يدخل عليه أحد ولا يحدث ليلا فينفرج (285) لوجع مرضه ولا يشغله عنه شيء؛ والثاني أن الليل (286) أبرد من النهار وأشد تضعيفا للجسد حتى تسخن الفضول والثفل (287) فيه فلا تدعها (288) صفاقة الجسد أن تتفرج وأن ضوء الشمس وحرارتها تفرج ذلك نهارا؛ والسبب الثالث أن الطبخ ليلا أقوى لورود حرارة الغريزة في عمق الجسد وإنضاجها المرض وأن معاينة أمور الدنيا وكثرة الفكرة تحبسان (289) الطبيعة من ذلك الطبخ مع بروز حرارة الغريزة في ظاهر الجسد نهارا. وينبغي أن ننظر في قول أبقراط إذ قال «قبل حدة المرض» أي شيء (؟) يعني بالحدة. B فنقول إنه يعني بالحدة وجهين: أحدهما الأيام التي يحد فيها المرض قبل أيام التفريج مثل اليوم الثالث قبل الرابع والسادس قبل السابه وما أشبه ذلك؛ والوجه الآخر جزء ابدتاء تلك الحدة في يومها ذلك وجزء صعودها قبل منتهاها لأنه سمى منتهى المرض حدته. ونعم قال أبقراط في الليلة (290) التي قبل حدة المرض وهي الليلة (291) التي يكون التفريج فيها إنها (292) أخف على المريض أكثر ذلك فأحس في استثناء (؟) به أكثر ذلك ليخبرنا أنها لا تخف على كل حال. [P58] وذلك أنه ربما لم يتم الفرج منها فلا تخف على المرض حسنا. وربما لم يجيء (293) التفريج على جهته ولكنه يجيء على وجه اندفاع الثفل (294) في المفاصل (295) كما فسرنا فيما سلف فلا تتم (296) الخفة في تلك الليلة إلا بدفع الثفل (297) في المفاصل. وربما تفرجت في تلك الليلة لاندفاع الكيموسات الفاسدة باختلاف فخرجت الأعفاج وهيجت فيها قرحا ومن القروح اختلافا رديئا. فمن أجل هذه الأسباب (298) لم يقطع أبقراط القول في خفة ليلة الفرج ولكنه قال عامة ذلك تكون خفيفة على المريض.
ii. 14 فصل
آخر في سيلان البطن
[aphorism]
قال أبقراط: عند سيلان البطن تغير ما يخرج من البراز (نافع (299)) إذا لم يكن تغير إلى شر.
[commentary]
صفحہ 24