قال المفسر: قد علمنا أن أبقراط إذ قال في هذا الفصل إنه لا ينبغي علاج الأمراض الحادة بالدواء المفرط لأن الحمى صالبة (210) والطبيعة في صلابة المرض مشتغلة. فإن جاءت حال لا بد من ذلك فيها ولا سيما إن كان الكيموس فجا (211) فعند ذلك لا ينبغي أيضا أن يكون الفرغ إلا قليلا بعد أن يركن (212) جسد المريض إن كان قويا كثير اللحم. وقد ينبغي التوحش قبل شرب الدواء الذي يفرغ وتلطف الكيموس بالطعام والإمراق. أما الطعام فماء الشعير، وأما الإمراق فماء الأفيثمون والصعتر. وذلك إن كان الكيموس غليظا من خام أو مرة [P44] سوداء وإن كان من صفراء، فبماء قد طبخ بما يبردها (213) ويرطبها، وبعد ذلك التسهيل يعطى يسقى الدواء المنقي. وعند الأمراض الحادة لا يستقيم ذلك لأنا إن أبطأنا عنها ازداد (214) المرض حدة ولم نقدر (215) على أن نغير فيه بشيء. وفي غير الحادة قد يعالج بأشياء حارة حريفة (216) A من أجل غلظ الثفل (217) الذي نريد إخراجه. فأما الأمراض الحادة فإنما تكون من حرارة، والحرارة تطلب أبدا التصعد، فكيف لنا أن نعرف أن المريض محتاج إلى التنقية بالإفراغ إلا من قبل البراز والبول وما يخرج فيهما (218).
i.25 فصل آخر
[aphorism]
قال أبقراط: إن كان كما ينبغي أن ينقو استنقوا (219) فذلك أمثل وأخف، وإلا فخلاف ذلك يعسر (220).
[commentary]
قال المفسر: إذا أسقينا الدواء المفرغ فأفرغ وخف ذلك على المستفرغ فقد تبين لنا أنه إنما أفرغ الكيموس الزائد لخفة ذلك عليه. وإن (221) أفرغ الكيموس الذي لا ينبغي عسر الإفراغ على صاحبه وثقل. فينبغي (222) للطبيب أن يعرف الكيموس الزائد قبل أن يسقى الدواء فيهيء (223) له الدواء الموافق لذلك الفرغ.
ii الحد الثاني
ii. 1, 2 التعليم الثامن في وجه النوم وما يحدث معه
[فصل]
[aphorism]
قال أبقراط: في أي نرض إن جاء النوم بوجع فذلك مميت، وإن نفع النوم فليس بمميت. وإن رد النوم ذهاب العقل فذلك سبب صالح.
[commentary]
صفحہ 18