الشرف الأعلى في ذكر قبور المعلى
al-Sharaf al-Aʿla fi Dhikr Qubur al-Muʿalla
اصناف
فهى أشهر من الشمس وأبين من أمس وقد زرت قبره ببلدة الضحى سنة اثنين وعشرين وثمانمائة ورأيت على قبره من الجلال والهيبة ما هو لائق بجلاله وشرفه نفع الله به ونقلت من خط أبي العباس الميورقي أيضا أخبرني الفقيه سالم بن يحيى التريمي الحضرمي أنه رأى من خير بين الموت والحياة فما مات حتى اختار الموت بنفسه ونقلت من خطه أيضا يقال إنه لما دفن الفقيه سالم وقف تلميذه الشيخ أحمد بن محمد بن الجعد على قبره وتوفي ابن الجعد سنة سبع وخمسين وستمائة فائدة ذكر الحاكم في تاريخ نيسابور عن أبي السكن الهجري قال مات خليل الرحمن إبراهيم فجأة بل يقال إن إبراهيم الخليل عليه السلام أول من مات فجأة ومات داود فجأة ومات ابنه سليمان فجاة انتهى كلامه ومات الصالحون كذلك وهو تخفيف على المومن وتشديد على الكافر وسبب ذلك كما قاله بعض الأطباء أن القلب لا ينقبض ولا ينبسط فيحدث عند ذلك للحرارة الغريزية اختناق كما يحدث عند بطلان النفس لأن بطلان النفس إنما يقتل بأن يصير القلب لعدمه لا ينقبض ولا ينبسط أماتنا الله تعالى على ما يحب ويرضى وأحيانا على ذلك إنه سميع مجيب فائدة أعلم أنه ما من حالة إلا وقد مات عليها ميت حتى في حال الجماع كما اتفق ذلك في زماننا في اليمن وفي مصر أيضا لبعض مشايخنا وأخبرني بذلك غير واحد من الثقات إلا المنبر فإنه لم يمت عليه أحد فيما علمت قال جابر بن الأشعث خطبت على منبر مصر فغشيني سنة شبه الموت فأيقنت به وخفت أن أموت فكان اهتمامى في ذلك الوقت بأن يقال هو أول من مات على منبر أشد من غمي بالموت وجزعي منه انتهى فائدة في الحديث عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال قال رسول الله الموت كفارة لكل مسلم نقلته من سراج المريدين للقاضي أبي بكر بن العربي وقال فيه حديث صحيح فائدة سئل المزني عن الموت فقال هو فزع الأغنياء وشهوة الفقراء وقال الحسن إن هذا الموت فضح الدنيا فلم يدع فيها لذي لب فرحا وقال عبد الأعلى التيمي شيئان قطعا عني لذاذة
صفحہ 48