شرف المصطفی
شرف المصطفى
ناشر
دار البشائر الإسلامية - مكة
ایڈیشن نمبر
الأولى - 1424 هـ
إنا أتجرنا لخديجة أربعين سنة ما رأيت ربحا قط أكثر من هذا الربح على وجهك، فهل لك أن تسبقني إلى خديجة فتخبرها بالذي رزقها الله على يديك لعلها تزيدك بكرة على بكرتيك، قال: فركب النبي صلى الله عليه وسلم قعودا أحمر.
140-
وكانت خديجة إذا أصابها الحر كانت تحمل حتى تصعد علية لها فوق البيت، واستندت إلى سريرها، يروحها كل يوم سبعون جارية بالذوائب، فكانت لا تمشي على الأرض، ولكنها تحمل على السرير، فلما صعدت فوق البيت فإذا هي بمحمد صلى الله عليه وسلم قد أقبل على ناقة لها، على رأسه قبة من ياقوت أحمر، وعن يمينه ملك شاهر سيفا، وعلى يساره ملك شاهر سيفا، وفوقه غمامة تسير معه تظله، وإذا الطيور حوله يحفونه بأجنحتهم ويروحونه، فنظرت خديجة ولم تعلم أنه محمد صلى الله عليه وسلم فقالت: اللهم إلي وإلى داري، حتى أقبل نحو دارها فوثبت من السرير مسرعة إلى الباب، فإذا هو محمد صلى الله عليه وسلم قد نزل عن ناقته وأناخها، فلما نظرت إليه خديجة قالت في نفسها: ليس هذا الذي رأيت، وأنكرت ذلك، فبشرها النبي صلى الله عليه وسلم بالذي ربحا فقالت له خديجة: يا محمد، وأين ميسرة قال: خلفته بالبادية وسيقدم عن قريب، قالت له: عجل إليه وقل له: عجل إلينا بالإقبال- وإنما أرادت بذلك أن تعلم أهو الذي رأت أو غيره-، فركب النبي صلى الله عليه وسلم وضرب بطن الناقة وخرج، وصعدت خديجة واستيقنت أنه أجيرها محمد صلى الله عليه وسلم، فمضى محمد صلى الله عليه وسلم وتفكرت خديجة في أمره، فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ميسرة.
(140) - قوله: «حتى تصعد علية» :
أشار إلى هذا وإلى ما رأته: ابن سعد في الطبقات [1/ 156- 157] ، والزبير بن بكار فيما انتخب عليه من كتاب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم [/ 24] .
صفحہ 411